خروف العيد قصة قصيرة تأليف محمد كسبه
تكبيرات العيد تملأ القرية مع بدايات الصباح و قبل شروق الشمس السعادة و البهجة تعم الأرجاء و الكل كبار وصغار يهنئون بعضهم بالعيد و يسيرون في إتجاه الجامع الكبير لأداء صلاة العيد .
تمشي عبير الطفلة الصغيرة المدللة ذات الخمس سنوات مع والداها الذي نادرا مايرتدي الجلباب الأبيض فهو يعمل قاضي ، تلاحظ الجميع يرحبون به و يفسحون له الطريق و يبدون الاعجاب بها و بجمالها و بفستانها الذي ليس له مثيل في القرية ، تصلي معه العيد و تمسك بيده و في طريق العودة تخبره أنها تريد أن تتفسح في الملاهي ، لكنه يخبرها ان القرية لا توجد بها الملاهي ؛ لكنه يعدها بقضاء يوم جميل مع أطفال القرية في اللعب و ركوب المراجيح و كذلك فسحة بقارب في النيل و يعدها بشراء الكثير من اللعب لكنها تستمع و هي غاضبة .
يصلا معا إلي دوار العمدة جدها فتجد الكثير من الضيوف و الأقارب و الجميع يرحبون بها و بوالدها و هي ما زالت غاضبة ، فجأة تسأل والدها عن الخروف الأبيض صديقها الجميل الذي إعتادت علي اللعب معه و كانت دائما تناوله الطعام و تحضنه و تشعر بالسعادة حين تراه ، قام بسرعة والدها و أخذها إلي النخلة المربوط بها الخروف ، فرحت جدا حين رأت الخروف الجميل قد كبر كثيرا ، أمسكت بالقليل من اعواد البرسيم لتناوله الطعام لكنه لأول مره لم يهتم بها و كأنه حزين تنظر لوالدها و تنظر للخروف و فجأة يأتي الجزار و يذبح الخروف و يسيل منه الدم و هي تصرخ و ضربت الجزار باللكمات و حضنت خروفها الأبيض الذي إمتلأت فروته بالدماء و كذلك فستانها الأبيض و يدها إمتلأت بالدم ، الأب يضحك و يحملها و هي تبكي بشدة و يعدها أن يشتري لها غدا خروفا آخر جميل و كبير و يخبرها أن هذا الخروف أضحية للتقرب لله ، هي تنظر للجزار و هو يسلخ و يقطع اللحم ، تنسي أمر الخروف و تبتسم حين تجد الكثير من اللحم و تخبر والدها أنها تحب اللحم كثيرا لأن طعمه لذيذ ، فيعطيها ورقة بها قطع كبيرة من اللحم ، تحملها إلي والدتها و تساعدها في الطبخ و علي مائدة الفطار تأكل بشراهة علي غير المعتاد و تؤكد علي والدها بأن يشتري لها خروفا آخر .
التعليقات مغلقة.