نوم عميق.. بقلم محمد كسبة
فجأة بدون سابق إنذار تشعر بالدوار ، يسقط كوب الماء من يدها ، تترنح يمينا و يسارا و تسقط علي الارض ، تعجز عن الحركة كأنها ملتصقة بالأرض ، تتنفس ببطء ، تسمع صراخ طفلتيها و بكائهما ، تنزل الدموع من عينيها ، و يغمي عليها .
علي السرير في المستشفي تسمع ضجيج من حولها ، احدهم يلقنها الشهادة و صوت البكاء و العويل من صثحولها يزعجها جدا ، تفتح عينيها و تنظر لسقف الغرفة ثم تغلقها ، تشعر كأنها ترتفع لأعلي ، الظلام حولها في كل مكان ثمة ضوء خافت يتسلل في جوف الظلام عبر إنبوب واسع تجد نفسها طفلة تجري ناحية الضوء ، تري والدتها تبتسم لها و تعيدها للخلف .
تشعر بصدمة عنيفة ، تأخذ نفسا عميقا ، تفتح عينيها تري الجميع في الغرفة يبتسمون لها و يحمدون الله ، يغمي عليها و تغلق عينيها ، تشعر بأن أحدهم يقذفها من أعلي الكوبري إلي النهر ، قوة إصطدامها بالماء تسبب لها ألما شديدا كأنها تتعرض لضرب مبرح ، تلفظ النفس الأخير في قاع النهر المظلم ، فجأة تري شعاع ضوء يتسلل إليها و تري أبيها يمد يده إليها و ينقذها و يبتسم لها و يعيدها إلي النور .
تفيق من إغمائها و تري إبنتيها و زوجها يقفون بجوار سريرها تبتسم لهم ، يخبرهم الدكتور بأنه لا مزيد من الصدمات الكهربية فالقلب كان متوقف تماما و يجب ان تظل في العناية المركزة حتي تتحسن حالتها ثم تجري بعض الفحوصات الطبية اللازمة .
تبتسم لهم و تغط في نوم عميق تري أمها و أبيها في حديقة واسعة يلعبون مع طفلة صغيرة و جميلة .
التعليقات مغلقة.