تكوين…بقلم عزيزة طرابلسي
تيهي بِتاجِ الياسمين
يابَسمَةَ العمر الحزين
يا ضحكةً تعلو على صوتِ الأنين
وتَجَمَّلي للمجدِ
تجلوكِ قلوبُ العاشقين
لي في ربوعِكِ ذكرياتٌ حلوةٌ
تصحو على همسِ الحنين
وهناك في الماضي البعيدِ
أتذكرين ؟
كنَّا صغارًا ؛
نحضنُ الأيَّامَ
نستبقُ السِّنين
يتواثبُ الفرحُ البريءُ بخطوِنا
ويردِّدُ الوادي صدى ضحكاتِنا
ونرافق القمرَ الصَّديقَ بدربِنا
يحكي لنا
أسرارِ اهل الأرضِ
آلامَ البشرْ
كم للطَّبيعةِ من يدٍ بيضاءَ في تكويننا
نقشت على وجداننا
كلَّ المشاعِرِ والمآثِرِ والعِبَرْ
في صيفِها تحنو الظِّلالُ
ويُجتَنى طيبُ الثَّمرْ
وخريفُها حزنٌ ، ووعدٌ بالأمل
وشتاؤها رمزالعطاءِ بِجودِهِ
إذ يُغدِقُ الخيرَ العميمَ على الثَّرى
بعد الظَّمأ
حتَّى إذا جاء الرَّبيعُ
وأبدعت ألوانُهُ
أحلى الصُّّوَرْ
وهَفَت فراشاتٌ إلى الأزهارِ
تسترِقُ القُبلْ
هامت بِهِ أرواحُنا
وسما بِنا حُبُّ الجَمالِ
على تفاهات الضَّجرْ
يا شامُ . . يا أُختَ المكارِمِ والنَّدى
منذُ الأزلْ في غوطتيكِ قصائدٌ للحُبِّ ؛ تبتكِرُ الغزلْ
برداكِ لحنٌ هائمٌ
يوحي بِألوانِ الفِكَرْ .
تتمايلُ الأغصانُ راقصةً
على عزفِ المطرْ
فتثيرُ فينا عشقَ صوتِ العودِ
أنَّاتِ الوترْ
أنتِ الطَّبيعةُ يا دمشقُ
بِسحرِها وبهائِها
بخيرِها وعطائها ، في كلِّ حين
لي في حماكِ وديعةٌ
لوتعلمين
قلبٌ بريءٌ عاشقٌ
يرجو لك النَّصرَ المبين
لتظلَّ رايتُكِ الحبيبةُ في العلى
وبرغمِ أنفِ الحاقِدين ..
عزيزة طرابلسي دمشق
ِ
التعليقات مغلقة.