موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

المقبورة… اقبروني حية.. بقلم سيد جعيتم

155

المقبورة
بقلم سيد جعيتم

أقبروني حية داخل سجن ، نظراتهم وتلميحاتهم، أجبروني علي سجني الاختياري، حتى منابع الدمع جفت.
ارتاحوا لتقوقعي فوجودي كأنثى دميمة وغير متزوجة صداع مزمن في رؤوسهم، حتي في الأعياد من يتذكرني منهم يفضل مراسلتي عن التحدث إلي ولو عن طريق الهاتف، أموت في اليوم ألف مرة.
رغم أني لم أتخطَ عامي الأربعين إلا أن من يراني يظنني أكبر بكثير.
لا ذكريات لدي أعيش عليها سوي حضن أمي ألوذ به، يمر يومي بطيء وأتمنى موت يعاف أن يضمني.
أتكوم فوق فراشي البارد، وذلك الخفاش يأبى أن يغادر، ولولا أنفاسي المتصاعدة في أنين وبعض الدفء في جسدي لظننت أني ميتة.
لا أعرف ماذا دهاني اليوم، بعد أن وقعت عيناي علي صفحة من مجلة قديمة مصادفة تتصدرها صورة (كريستيان ديور) أحد ملوك الموضة ومكتوب أسفلها( ليس هناك امرأة قبيحة، هناك فقط نساء لا يعرفن كيف يبدون جذابات)، اكتشفت أني لا أتذكر شكل وجهي، شىء ما بداخلي يمنعني من التذكر، من زمن رفعت راية الاستسلام، ضحكت في سري من القول المأثور( المهم الأخلاق والجمال الداخلي!) .
مسحت العفار المتراكم علي مرآتي و رحت أتأمل ملامحي، جسد مكتنز ووجه متكتل في غير تناسق لا يمت للأنوثة تبدو أنفي كخنجر مغروس في وجهي وتطل أسناني الكبيرة من بين شفتين غليظتين.
تمنيت لو كان عندي طلاء لأطلي أظافري كما كنت أفعل، ثم استعرضهم أمام المرآة.
اخذتني جرعة من الضحك أعقبها بكاء هستيري.
بعد موت أمي استولى أخي وأختي علي معظم أثاث المنزل وعندما أبديت اعتراضي كان ردهم:
ـ ماذا ستفعلين بكل هذا الأثاث أنت وحدك يكفيك كرسي وسرير ودولاب، هم بالفعل كل ما بقي لي في بيت يتكون من أربع حجرات باردة لم يعرف الطلاء لها طريق من زمن بعيد.
جالت كلمات أمي وأنا صغيرة بخاطري:
ـ نفسي اطمئن عليكي قبل ما أموت وأشوفك في بيت عدلك (زوجك).
أعقب هذه الكلمات ضحكات أختي الكبرى وهي تنظر إلي وتتهكم ، أعقب كلماتها لطمة من أمي علي وجهها ثم احتضنتي، لم احتج يومها فقد كنت قد اعتدت.
نظرت لصورة أبي وأمي علي الجدار، لا أشبههما فهم يشبهون البشر، قيل أن أمي تناولت دواء وهي حامل بي فأدى لتشوهي، أخذتني نوبة من البكاء رحت في شبه غيبوبة.
يد تلمس رأسي وتداعب شعري برفق ، فتحت عيني، وجه جميل مشرق ينظر إلي، أخذ بيدي، أنا خفيفة أطير معه فوق السحاب، تتسلل لأذني أغاني وزغاريد، أجلسني على جذع شجرة ثم جثا على ركبتيه، تزوجنا، قضيت في أحضانه أجمل ليلة في عمري.

قمت، جائعة، ملمس شفتيه ما زلت أشعر به، نظرت في المرآه، من هذه؟، تشبهني، حركت رأسي فحركت رأسها، ملابسها ألوانها زاهية بعكس ملابسي القاتمة الألوان، جميلة ابتسمت لي، رأيته خلفها مد يده إلي، مددت يدي لاتلقف يده، اصطدمت يدي بزجاج المرآة.
صُدمت بفرح ، سرني تبدّل ملامحي، يا إلهي هل مت وهذه جنتي؟، تحسست وجهي ما زلت على قيد الحياة.
يا ربي هل ما أنه فيه حلم أم حقيقة؟!!
فتحت النوافذ، تسللت الشمس مشتاقة لدخول البيت، رسمت خطوط بلورية لها بريق علي الجدران، فر الظلام طريدًا.
ارتديت فستان بألوان زاهية، مشطت شعري، تعطرت، لونت أظافري ووضعت بعض المكياج، عدت أنظر في المرآة وأبتسم، انتظره .

طرق علي الباب، مفاجأة غير معتادة، أختي بالباب، نظرت إلي باستغراب:
من فضلك اختي موجودة.
بقلم
سيد جعيتم
جمهورية مصر العربية

التعليقات مغلقة.