قهوة المساء : النقد البنَّاء
بقلم الأستاذ داوود الاسطل
حياتنا اليومية ذاخرة بالمواقف والأعمال والآراء والعلاقات والمعاملات ، وهي عبارة عن أخذ وعطاء وتفاعل مستمر .
والتعامل في الحياة فن وذوق وأخلاق ، إن لم تكن كذلك تكون شحناء وحقد وحسد وبغض .
الإنسان بطبعه يحب الإطراء ويكره النقد ، سيما النقد الهدَّام ، او ما يعرف بمخالفة الرأي دون طرح البدائل المناسبة .
إذن فهناك للنقد البناء ضوابط وفنون وخطوات حتى يتقبلها الانسان وحتى نصل الى مبتغانا الحقيقي جراء تقديم النقد المبني على النصح وتحسين الأداء وتجنب الوقوع في الأخطاء .
قواعد النقد البناء :
أولا : ذكر محاسن الشخص الذي تقدم له النقد وبيان مآثره وأهميته في المجتمع .
ثانياً : تقديم النقد بطريقة مهذبة بعيداً عن التجريح أو استخدام اسلوب الاعتراض .
ثالثاً : تقديم النصائح والبدائل والحلول البديلة وتجنب التعويم الذي لا يجدي نفعا .
رابعاً : التذكير مرة أخرى بمناقب الشخص وقدرته على تحليل الأمور بالشكل الأنسب .
نحن نحتاج باستمرار الى النصح ، والمشورة ، لكننا نرفض الاعتراض لأجل الإعتراض .
كثيرة هي النماذج في حياتنا التي تحتاج الى التفاوض ، فحياتنا كلها مفاوضات كما قال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينين رحمه الله ، وما دمنا في مفاوضات مستمرة ، اذن فنحن اطراف مختلفة تحتاج الى وسائل للإقناع أو تذليل العقبات ، ولا يكون ذلك إلا بالتحاور الجيد وسعة الصدر ورحابة الافق ورجاحة العقل ، نتعرض دوما للنقد ، فنقبل بعضه ونرفض بعضه وكل ذلك عائدٌ على الناقد .
فلنحسن اختيار سفرائنا وممثلينا ولنحسن اختيار ألفاظنا ، ولتصفوا نفوسنا وتسمو أهدافنا .
فالناس جميعاً في حاجة بعضهم البعض ولا فضل لأحدٍ على أحد إلا بالتقوى .
فلسطين – غزة
11/8/2021
التعليقات مغلقة.