- مدارك الغافلين وأرزاق المتسكعين
- بقلم: حاتم السيد مصيلحي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- مدارك الغافلين وأرزاق المتسكعين:
بقلم: حاتم السيد مصيلحي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كثيرا ما نلتمس الأعذار لمن لايحسن ولايجيد، بحجة أنه ليس في إمكانه أكثر مما كان منه، ونتركه في مكانه دون المساس به، مظنة أن المساس به أو وضعه في مكان آخر يتناسب مع ظروفه وإمكاناته تجاوزا لايصح، وإلحاق ضرر به لا يحق، بل إن الأمر يتعدى ذلك إلى حد الحرمة والظلم على حد زعمهم ، ووجوب مساعدة هؤلاء بالإبقاء عليهم في أماكنهم. فمن لايجيد الطهي مثلا ، ولايحاول التعلم واجبنا تشجيعه ولو على حساب صحتنا، وتلبك معدتنا، وألا نكسر بخاطره، أو نقطع عيشه ومؤنته ، ومن لا يحسن الأداء في أي مجال من المجالات علينا التصفيق له والإطراء عليه ، ولا يدرون أننا بذلك قد زيفنا الحقائق، وكنا سببا في تضليله وانتكاسته، وكان الأوجب أن نوجهه الوجهة الصحيحة دون خجل أو مواربة، فإن كان يصلح مع الدرس والتدريب كان بها، وإن لم يصلح فليترك الأمر برمته، ويبحث عما يجد نفسه فيه ويجيد. فمن مرارات الواقع أيضا أن ترى داعية لا يفقه من الدعوة أسسها، ولاوسائلها وغاياتها فينفر الناس ويضيق عليهم فيكون سببا في تفلتهم وإهمال أمر دينهم، أو معلما لا يعلم الدور المنوط به في التربية والتوجيه والإصلاح، فينصب اهتمامه على التربح وإغفال مادون ذلك، أو طبيبا لا يهتم برسالته في تسكين آلام مرضاه، وتضميد جراحهم وإنما ينكأها لابتزازهم وتحقيق أكبر ربح وصيت ممكنين… وهكذا وبتلك الخطيئة التي أسهمنا فيها جميعا، جنينا الجشع، فقست قلوبنا فباتت كالحجارة أو أشد منها فظاظة وغلظة، وحرمنا الرحمة فيما بيننا لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ “من لا يَرحم لا يُرحم ” وتدثرنا بالمادة وحدها، فصرنا عبادا لها من دون الله، فسلط الله علينا من لا يرحمنا.
التعليقات مغلقة.