قهوة المساء : خلط الأوراق
بقلم الأستاذ داوود الاسطل
من جديد تشهد الساحة الدولية والإقليمية خلطاً في الأوراق ولعل أهم القضايا هي القضية الفلسطينية وما يعانيه الشعب الفلسطيني جرَّاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم .
الحكومة الاسرائيلية بزعامة بينيت ، تتدحرج باتجاه توسيع رقعة الاستيطان وتهويد المدينة المقدسة بخطىً ثابتة ، ضاربة بعرض الحائط كل المواثيق الدولية ، والمتابع يلاحظ أن الحكومة الجديدة ابتدأت عملها بالعدوان على الشعب الفلسطيني ومقدساته بدءً بمسيرة الاعلام والعدوان على غزة وسلوان والشيخ جراح وغيرها ، مرورا بالحملة المسعورة للاعتقالات بين صفوف اخوتنا في الداخل المحتل وصولا الى قرارات التوسعة الاستيطانية المتلاحقة ، والتهديدات المستمرة بعدم قبول فكرة اقامة دولة فلسطينية ،
( فكرٌ ساديٌ متطرف )
وامام كل ذلك لا زال الإنقسام الداخلي الفلسطيني جاثماً على صدور الفلسطينيين ، وعدم استقرار الحالة السياسية الفلسطينية أضعف روايتها واضعف دفاعها وأفقدها الكثير من أصدقائها .
إن فكرة إدارة كيانين داخل منظومة – هي بالأصل ضعيفة – مخططٌ له مسبقاً وقد ابتلع الفلسطينيون الطعم ، وكان ذلك منذ البدايات بعدم احترام رغبة وخيار الشعب الفلسطيني ، وأيضا تعنت الاخوة الفرقاء في الوصول الى حلول منطقية تمنع تلاشي القضية وتحافظ على المشروع الوطني وتنقذ الشعب الفلسطيني من تبعيات الانقسام البغيض ، وتجنبه من الإرتماء في احضان التجاذبات الإقليمة والأجندات الخارجية .
أما آن الأوان لنستعيد وحدتنا الفلسطينية ، ووحدتنا العربية ؟!
أما آن الأوان أن نصلح نظامنا الداخلي بما تقتضيه مصلحة الشعب الفلسطيني ، والتي أهمها الحفاظ على الإنسان ودعم صموده ودعم مقاومته الشعبية المشروعة !
أما آن لنا أن نضع خططاً استراتيجية مبنية على التوسع والتمدد الديموغرافي مهما كلفنا ذلك من دماء وتضحيات مقابل ذلك التغول الاستيطاني الذي إلتهم أراضينا ليرسم صورة جديدة لواقع دولة الكيان ، يُسَوِقها للعالم ليل نهار .
إن كان ولابد ، فلزاماً علينا أن نستوطن كل شبر من حقنا ولا ندع مجالا لبناء أي وحدة استيطانية جديدة .
( إن النفس بالنفس والعين بالعين والأذن بالأذن و الانف بالانف والسن بالسن والجروح قصاص والباديء أظلم . )
فلسطين – غزة
25/8/2021
التعليقات مغلقة.