نداهة …
أحمد عبد الرازق أحمد
نداهة
في إحدى المدن البسيطة في الماضي القريب ، كان هناك شابآ في مقتبل العمر ، مجتهدآ في دراسته طائعا لربه محافظا على صلاته بارا بوالديه . و كانت له هواية منذ الصغر التمثيل ، حيث كان سريره البسيط مسرحه ، يحضره جمهورآ من خياله ، وكان يقلد كل ما يشاهده ببراعة، وكان يعلو التصفيق في ذهنه أعجابآ بنفسه كأنه ممثل كبير ، إجتاز المرحلة الثانوية بتقدير ممتاز . وكان حلم أبيه أن يلتحق بجامعة الطب . حتي يكون طبيبآ يخفف ألم المرضي خاصة الفقراء منهم ، لكن كان حلمه يطغى على حلم أبيه ، والتحق بمعهد التمثيل ، وتخرج منه ، ثم عرضت عليه بعض الأدوار الصغيرة في الأفلام ، وحقق فيها نجاحآ باهرا ، تفوق فيها على دور البطل من شدة إتقانه لدوره ، ثم أسند أليه دور البطولة و حقق فيه نفس النجاح ، وتوالت الأدوار عليه تتهافت و المعجبين تطارده في كل مكان ، ذاع صيته في الوسط الفني و أرتفعت شهرته ، حتي إنه نسي صلاته و صلته بوالديه و كل من كان يعرفه من قريب أو بعيد ، وكلما حقق نجاح ، قفز طمعآ فى ما هو أكبر منه ، وصار نجمآ ساطعآ في سماء الشهرة . ما زال مشوار طويل ولبى نداءها يمشي في طريقها يتفقدها ، منذ ذلك اليوم لم يعود . كم من نداهة غير التي عهدناها .
أحمد عبد الرازق أحمد
التعليقات مغلقة.