قهوة المساء : ريشة فلسطين الثائرة بقلم الأستاذ داوود الاسطل
تصادف اليوم ذكرى استشهاد ناجي العلي الرابعة والثلاثون ، ناجي ريشة فلسطين الثائرة .
ناجي العلي ، رسم المعاناة ، حارب الاضطهاد ، مَثَّل الأحرار .
ناجي ، الوطني المدافع عن الحق ، الباحث عن العدالة
صاحب الكلمة واللوحة والريشة الذبيحة.
صاحب الريشة العنيدة المقاتلة ، التي رسمت التشرد ، حاربت المنفى ، قاتلت مع الثوار ، قاومَت الانتهازية .
مات ناجي ولم يمت حنظلة الذي لا يكبر حتى يعود الوطن ، فحنظلة استثناءٌ لناجي العلي أوقفه عن النمو لأنه فقد الوطن ، وكل فاقدٍ لوطنه لا ينمو وإن علا .
اليوم وأنا استذكر الشهيد ، أستحضر حنظلة الذي يمشي على الأشواك بثيابه البالية الممزقة ولسان حاله يقول :
( مات ابي ولا زلت حياً أُرزق )
اليوم استذكر عذابات المظلومين ، وآلام المناضلين ، والجرحى والاسرى والشهداء .
اليوم أستعرض مع حنظلة القضايا المطلبية ، وحقوق المضطهدين ، واللوحة المبتورة ، والعنفوان المزيف .
اليوم أستعرض اصرار فاطمة ، تلك المرأة الفلسطينية الكادحة المناضلة الثائرة العنيدة التي رسمها ناجي ، أقول لفاطمة :
لا زالت اليافطة مكتوبٌ عليها ” حقوق العمال ، حقوق الموظفين ، حقوق الشباب ، حقوق المزارعين ، حقوق الغلابة ، حقوق الطلاب …. ” ، ولكنكِ يا فاطمة لن ترقعي أثواب ابنائك بها ، لأنهم سرقوها أيضا .
رحمك الله يا ناجي ، لازال حنظلة يراوح مكانه ولم يكبر ، ولكن فاطمة شاخت ، وأصابها العقم والصمم ، وألقت ما بيمينها وتخلت .
قم يا ناجي من غفوتك ، فالوطن منقسم ، حطم جدار زنزانتك .
فلا زالت ريشتك شاهدةُ عصر
ولا زلنا ننتظر النصر .
ناجي العلي .
فلسطين – غزة
29/8/2021
التعليقات مغلقة.