في جهاد الصحابة.. الحلقة 521 ” أبو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس .. حكيم الأمة ” –5 بقلم / مجدي سـالم
في جهاد الصحابة.. الحلقة 521 ” أبو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس .. حكيم الأمة ” –5
بقلم / مجدي سـالم
سادسا.. دور أبي الدرداء مع الخلفاء الراشدين..
بعد وفاة النبي محمد.. واتساع الفتوحات الإسلامية.. أمر الخليفة عمر بن الخطاب أبا الدرداء بالخروج إلى الشام ليعلّم الناس القرآن.. ويُفقّههم في الدين.. ففعل..
- وفي خلافة عثمان بن عفان.. ولاّه معاوية بن أبي سفيان قضاء دمشق.. وكان أبو الدرداء قد خرج إال الشام.
سابعا.. أعماله ومنزلته وفضله رضي الله عنه..
تقول.. “قصة الإسلام”.. أبو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري الخزرجي,, صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وكان أبو الدرداء رضي الله عنه من آخر الأنصار إسلامًا.. وفي رواية أنه كان يعبد صنمًا.. فدخل ابن رواحة ومحمد بن مسلمة -رضي الله عنهما- بيته فكسرا صنمه.. فرجع فجعل يجمع الصنم.. ويقول: ويحك! هلاَّ امتنعت! ألا دفعت عن نفسك. فقالت أم الدرداء: لو كان ينفع أو يدفع عن أحد.. دَفَع عن نفسه ونفعها.. فقال أبو الدرداء: أعِدِّي لي ماء في المغتسل. فاغتسل.. ولبس حلته.. ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم.. فنظر إليه ابن رواحه رضي الله عنه مقبلاً.. فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. هذا أبو الدرداء.. وما أراه إلا جاء في طلبنا..
وانظر في معجزة أخرى.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما جاء ليسلم.. إن ربي وعدني بأبي الدرداء أن يسلم».. - وهنا تأكيد جديد أنه كان رضي الله عنه أحد أربعة جمعوا القرآن كله.. في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد روى البخاري بسنده عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: «مَاتَ النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم وَلَمْ يَجْمَعْ الْقُرْآنَ غَيْرُ أَرْبَعَةٍ: أَبُو الدَّرْدَاءِ.. وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ.. وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ.. وَأَبُو زَيْدٍ»..
- يقول أبو الدرداء: «تفكر ساعة خير من قيام ليلة» من ترجمته في “سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي”.. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي الدرداء: «هو حكيم أمّتي»..
- وكان الصحابة يحفظون له منزلته.. فقد روى مكحول الشامي أنه: «كانت الصحابة يقولون: «أرحمنا بنا أبو بكر.. وأنطقنا بالحق عمر.. وأميننا أبو عبيدة.. وأعلمنا بالحرام والحلال معاذ.. وأقرؤنا أبي.. ورجل عنده علم ابن مسعود.. وتبعهم عويمر أبو الدرداء بالعقل»..
- ولما حضرت معاذ بن جبل الوفاة.. قالوا: «أوصنا».. فقال: «العلم والإيمان مكانهما.. من ابتغاهما وجدهما. – قالها ثلاثا- فالتمسوا العلم عند أربعة: عند عويمر أبي الدرداء وسلمان وابن مسعود وعبد الله بن سلام الذي كان يهوديًا فأسلم»..
- كما قال أبو ذر لأبي الدرداء: «ما حملت ورقاء.. ولا أظلت خضراء.. أعلم منك يا أبا الدرداء»..
- كان عبد الله بن عمر بن الخطاب يقول: «حدثونا عن العاقلين». فيقال: «من العاقلان؟».. فيقول: «معاذ وأبو الدرداء»..
- وقال سالم بن أبي الجعد أنه سمعه يقول: «سلوني.. فوالله لئن فقدتموني لتفقدن رجلاً عظيمًا من أمة محمد..
- وقد أعلى عمر بن الخطاب من قدر أبي الدرداء.. ففرض له أربعمائة درهم في الشهر كالبدريين.. وقال التابعي مسروق بن الأجدع: «وجدت علم الصحابة انتهى إلى ستة: عمر وعلي وأبي وزيد وأبي الدرداء وابن مسعود؛ ثم انتهى علمهم إلى علي وعبد الله»..
- وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل على أبي الدرداء رضي الله عنه.. فدفع الباب فإذا ليس فيه غلق.. فدخل في بيت مظلم فجعل يلمسه حتى وقع عليه.. فجسّ وسادة فإذا هي برذعة.. وجسّ دثاره فإذا كساء رقيق.. فقال عمر رضي الله عنه: ألم أوسِّع عليك؟! ألم أفعل بك؟!
فقال له أبو الدرداء رضي الله عنه: أتذكر حديثًا حدثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم.؟
فقال: أيُّ حديث.؟
قال: «ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب».. قال: نعم..
قال: فماذا فعلنا بعده يا عمر.؟
قال: فما زالا يتجاوبان بالبكاء حتى أصبحا..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.