موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قصة للنقد : يوميات وطن للأديب مهاب حسين مصطفىً

213

قصة للنقد : يوميات وطن للأديب مهاب حسين مصطفى

تسكن الأوطان فينا، ربما لا نسكنها، ربما لا تستوعبنا !
وتبقى الكلمات الموجوعة سجينة الضلوع، تتكاثر، تكبر، تنفجر تودي بحياتنا، محظوظ من استأصلها، ودفنها في قصة!!

تحياتي أحبتي، إليكم نص جديد في فقرتكم (قصة للنقد) أرجو أن تستمتعوا بقرائتها والتعليق عليها.


قصة قصيرة
“يوميات وطن”

عرقه الغزير لم يمنعه من استقبال ضوء النهار..
أزاح الأغطية..
سحب قدمين دافئتين فوق بلاط الأرضية البارد، فتح الصنبور،
حبات الماء فتت عظام وجهه..
توضأ..
شك في قراءته الفاتحة في الركعة الثانية.
…………………..

الشقة ترفل في سكون خاص..
في عتمة البهو..
تتصدر لوحة متخمة الألوان: تنم عن فارس يمتطي جواداً شاهق البياض، ويشهر سيفاً رمادياً، يثب صوب قمر فضي.
يبرز في الخلفية.. نخيل باسق متناهي الصغر، يذوب في ضوء شفقي.
بالأسفل.. ينهض خوان خشبي، تستقر فوقه خوذة محارب قديم، مقلوبة، تمتلئ بأعقاب السجائر!.

كان الصيد..
هوايته منذ الصغر..
يسحب بندقيته.. ويتربص بالعصافير المختبئة بين الأغصان، يتحين لحظة غفلة.. ثم يحكم تصويبه، فتسقط الفريسة مضمخة في دماها. سرعان ما يضعها في مقطفه، ويقفل راجعا.
وإن فرت.. أعاد الكرة.
………………….

ارتدى هدمته في عجل..
ترك شعره منفوشا، أبصر في المرآة، قامة فارعة كالتذكار، عظاما بارزة تشكل وجهاً منحوتاً، عينين منطفئتين، ثمة تعبير ثابت مرتسم.
قبل أن يغادر..
تحسس أثار شظية في الكتف، رمق صورة الموناليزا بإطارها المشطوف، تقبع بجوارها صورة أمه..
كانت تبتسم !.

                  ...........................  

منذ الوفاة..
صارت أحلامه مؤجلة..
عباب الحياة الرتيبة يكاد يزهق أنفاسه.
نومه لايسلم من الكوابيس. أمواج عاتية تضرب في بحر مظلم.. يحاول أن يتلمس طوق نجاة يراوغه، حتى يقوم مفزوعا.. يتلمس وجه أمه، وجوه رفاقه في الحرب، فلا يجد غير الخواء وصوت المنشد، وأشلاء متناثرة!.

               ..........................

جر قدميه عبر السلم..
بعينين منتفختين استقبل ضوء الصبح الحاد، ألقى التحية على البواب،
رد دون أن يلتفت.
التف حول عربة الفول، أكل في نهم، سعل مع أول نفس من لفافة التبغ، حتى دمعت عيناه، فبصق.
ولم يكترث إلى زعيق البائع لما حاول استبدال ورقة النقود المهترئة..
ابتسم بلا سبب.

                  .......................

كان مسترسلا في الحكي عن ذكريات طفولته، فزعقت مقطبة:

  • ألم تزهق من حكاويها؟.

هبت واقفة..
وألقت الخاتم فوق المنضدة، فسقط في فنجان القهوة الذي لم يتذوقه بعد!.

نظر حوله في وجوم.. النيل سادر،
وكأنه لايعبأ.. لايود أن ينطق، أن يبوح بأسراره.. بالحقيقة.. حقيقة الفريضة الغائبة!.
وكأن صوت نواقير سفن قادمة انطلقت بغتة هادرة، أسراب عصافير هائلة برزت من مخابئها وهربت مذعورة، أحس بغصة، تذكر نصيحة الأهل والأقارب..
بعد انقضاء الحرب:

  • جد إمرأة تستجلب الدفء لفراشك. ............................

اشترى الجريدة.. وطواها تحت إبطه.
لمح الحافلة فوثب. برز المبنى الأصفر الشاحب كالصنم، انتظر تهدئة السائق..
تذكر التقريظ اليومي للمدير.. فقفز.
هوى مرتطماً بحافة الرصيف..
جلس يمسح التراب عن جبهته،
شعر بنغزة..
غامت عيناه..
في وهج الشمس، تراءت الموناليزا تبتسم.. والفارس يخوض طليقا: “بندقية على كتفه.. وخريطة ممزقة في يده”..
تقافزت الطيور في هرج..
ظل الفارس يركض ويركض..
حتى شارف دائرة من الظل.

                 ...........................

بمرور الوقت..
امتد الظل أكثر وأكثر.. حتى لامس طرف الجريدة اليومية المفرودة.

الرؤي النقدية :

أ. فتحي محمد علي

سرد قصصي رائع مشوق.
توفيقلأبعد حدفي نقل رتابة الروتين اليومي.
لفظ وبيان موحيان. ومختاران بدقة.
لغة سليمة.

أ. محمود روبي

فكرة القصة جيدة جدا..

عتبة النص (العنوان)، كان يمكن أن تكون أكثر تشويقاً لو تم الاعتناء باختيارها..

الوصف كان سيد الموقف، وذلك أصاب القصة بنوع من الرتابة.. كما ان هناك بعض الهنات القليلة في بنية اللغة والمفردات، لكنها لم تؤثر كثيرا..

ربما كان أفضل لو كان استخدم القاص ضمير المتكلم (أنا)..

القصة تنطوي على حلم، يود البطل أن يتحقق؛ لكنه لا يفعل شيئا لتحقيق هذا الحلم..
شخصية روتينية مستسلمة، تنصاع، وتنفذ، بل إنها تتألم دون أن تفصح أو تثور.. هي تنتظر، فقط تنتظر..

أ. محمد البنا

بدايةً ..هذا نص ينتمي لمدرسة ما بعد الحداثة إذ اتكأ على المشهدية التصويرية والبعد النفسي لبطل القصة تاركًا الحدث ( الفريضة الغائبة ) في خلفية النص، ليستعرض المعاناة النفسية لمواطن يائس يحن الى تحرير ارض مغتصبة او نفس متردية، ولا يملك أن يفعل شيئا وسط خضم أمواج حياة تملكتها الرتابة من جهة ومن جهة اخرى البيروقراطية والتسلط، نحا به الى التقاعس القسري مستسلما لمصيره ( امتداد الظل حتى لامس أطراف جريدته اليومية ).
وعودة الى السردية المتفرقة بين ماضٍ وحاضر مع مثلبة طفيفة في الربط اعاق انسيابية السرد، جملة البداية لا معنى لها ولا ضرورة لها اطلاقا.
قمر فضي لا يستقيم منطقيا مع الشفق بلونه المائل للاحمرار.
جملة الختام هى بحق وعن استحقاق أروع ما في النص، ومعبرة بطلاقة بل وببراعة عن مغزى الفكرة، وأهنئ الكاتب على إبداعه لها، بل وأغبطه عليها…ولكن ما الابداع فيها قد يسأل سائل، لذا أقول تأملوا معي تركيب الجملة وتراتبية كلماتها..يمتد الظل..الظل سواد وظلام في حالة تمدد حركي أفقي..على الأرض بالطبع، حتى لامس اطراف جريدت (ه ) اليومية..هل تخيل احدكم المشهد وكأن الرجل في حالة موت مغطى باوراق الجريدة…هو بالفعل في حالة موات معنوي وتدمير نفسي وما الجريدة اليومية إلا حياته ما مضى منها وما بقي له فيها..يأكله الظل المتمدد….خالص تحياتي
محمد البنا ٢٣ أغسطس ٢٠٢١

الأديب مهاب حسين مصطفى

تحية صادقة.. للصديق الكاتب المبدع أ. محمد كمال سالم
على إتاحة الفرصة لتسليط الضوء على نصي المتواضع، ووضعه تحت مجهر النقد، للصديق الكاتب الجميل المبدع، والناقد الكبير أستاذنا/ Mohamed Elbanna

والأساتذة الأصدقاء الأدباء والنقاد المبدعين:
أ. محمود روبي
أ. فتحى محمد علي

على قراءاتهم الثرية الواعية الثاقبة، وعلى حضورهم السخي.
خالص تحياتي وتقديري لكم
وأرق الأمنيات بداوم النجاح والتألق والإزدهار للقيثارة العذبة الإذاعية والإعلامية أ. جيهان الريدي
على ماتقدمه من فكر وثقافة ووعي للحركة الأدبية..
تقبلوا خالص أمنياتي..
بالتوفيق والنجاح دوما..

صفحة الإذاعية جيهان الريدي

التعليقات مغلقة.