في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم الحلقة 524 ” عمرو بن العاص السهمي القرشي “.. ” داهية العرب ” –١
في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم الحلقة 524 ” عمرو بن العاص السهمي القرشي “.. ” داهية العرب ” –١
أولا.. مقدمة.. في نسبه..
على غير عاداتنا.. سنبدأ من النهاية..
أ.. يقول الأستاذ/ حسام حربي.. يعتقد الكثيرون أن جامع عمرو بن العاص.. هو أول مسجد بُني في مصر.. إلا أن هذا ليس صحيحًا.. حيث قام عمرو بن العاص ببناء المسجد الذي يحمل اسمه في منطقة مصر القديمة بعد فتحه لمصر.. إلا أن الروايات التاريخية أكدت أن الصحابي الجليل عمرو بن العاص قد بنى مسجدا أثناء فتحه لمصر في عهد سيدنا عمر بن الخطاب حتى تتمكن الجنود من الصلاة ومعهم من أسلم من أبناء المحافظة.. وأطلق عليه “سادات قريش” في مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية.. تكريماً لشهداء المسلمين لصحابة رسول الله في معركتهم ضد الرومان عند فتحهم لمصر.. وحسب كتاب تاريخ العمارة الإسلامية.. فإن “سادات قريش”.. الذي يقع وسط مدينة بلبيس.. هو الأقدم ليس في مصر فقط بل في قارة أفريقيا بأكملها.. ويعلو مدخل بابه عن الأرض 16 درجة.. وسلم يصعد بك إلى المسجد.. ويقال إنه أقيم على بقايا قصر الحاكم الروماني.. كما تقرأ اسم المسجد بارزا على أحجار البوابة “مسجد قريش” تأسس سنه 18 هجريًا..
ب.. فقد عاد عمرو بن العاص لولاية مصر بعد أن تولي معاوية بن أبي سفيان الخلافة.. وأصبح لعمرو بن العاص ولاية مطلقة في مصر.. و سمح له معاوية أن يبقي علي خراج مصر بعد المصروفات و لا يرسل منه شيئاً إلي دمشق.. ومكث عمرو بن العاص في ولايته الثانية لمصر حوالي 4 سنوات وتوفي سنة 43 هـ / 663 م.. روى مسلمٌ عَنِ ابْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ قَالَ: حَضَرْنَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَهُوَ فِي سِيَاقَةِ الْمَوْتِ.. فَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْحَائِطِ يَبْكِي طَوِيلًا.. وأنه عندما شارف علي الموت جعل يذكر تحالفه مع معاوية بن أبي سفيان ضد علي بن أبي طالب و يبكي.. فقال له ابنه عبد الله: أتبكي جزعاً من الموت ؟ فقال : لا و الله و لكن مما بعده.. وجعل ابنه يذكره بصحبته رسول الله صلي الله عليه و سلم و فتوحه في الشام..
فقال عمرو: ” تركت أفضل من ذلك: شهادة أن لا إله إلا الله.. إني كنت علي ثلاثة أطباق ليس منها طبقة إلا عرفت نفسي فيها: كنت أول شئ كافراً و كنت أشد الناس علي رسول الله صلي الله عليه و سلم.. فلو مت حينئذ لوجبت لي النار.. فلما بايعت رسول الله صلي الله عليه و سلم.. كنت أشد الناس منه حياءً ما ملأت عيني منه.. فلو مت حينئذ لقال الناس : هنيئاً لعمرو.. أسلم علي خير و مات علي خير أحواله.. ثم تلبست بعد ذلك بأشياء فلا أدري أعليٌ أم لي. فإذا مت فلا يُبكي عليٌ و لا تُتبعوني ناراً.. و شدوا عليٌ إزاري فإني مخاصَم.. فإذا أوليتموني فاقعدوا عندي قدر نحر جذور و تقطيعها استأنس بكم حتي أعلم ما اراجع به رسل ربي. “
جـ وعن نسبه.. فهو ((عَمْرو بنُ العاص بن وائل بن هاشم بن سُعَيد بن سَهم بن عمرو بن هُصَيص بن كعب بنُ لُؤيّ بن غَالب القُرَشي السهمي.)) أسد الغابة. ((أَمير مصر)) حسب الإصابة في تمييز الصحابة.. يكنى أَبا عبد اللّه.. وقيل: أَبو محمد..
أُمه النابغة بنت حرملة.. سبية من بني جلاَّن بن عَتِيك بن أَسلم بن يَذكُرُ بن عَنَزَة.. حسب أسد الغابة..
وأخواه لأمّه عَمْرو بن أُثاثة بن عبّاد بن المطلب بن عبد مناف بن قُصَيّ وعُرْوة بن أَبي أُثاثة وأَرْنَبُ بنتُ عفيف بن أبي العاص بن أُمَيَّة بن عبد شمس.. وأخوه لأمه عمرو بن أُثاثة العَدويّ.. كان من مهاجرة الحبشة.. وعقبة بن نافع بن قيس بن لقيط من بني الحارث ابن فهر.. وزينب بنت عفيف بن أبي العاص.. أمُّ هؤلاء.. وأمُّ عمرو واحدةٌ.. وهي بنت حَرملة سبيّة من عنَزة..
وذكروا أنه جعل لرجل ألف درهم على أَنْ يسأل عمرو بن العاص عن أمّه وهو على المنبر.. فسأله فقال: أُمي سلمى بنت حَرملة تلقّب النّابغة من بني عنزَة.. ثم أحد بني جلان.. أصابتها رماح العرب.. فبيعت بعكاظ.. فاشتراها الفاكِهُ بن المغيرة.. ثم اشتراها منه عبد الله بن جُدْعان.. ثم صارت إِلى العاص بن وائل.. فولدت له.. فأنجبت.. فإن كان جُعل لك شيء فخُذْه.. حسب الاستيعاب في معرفة الأصحاب..
وفي رواية أنه كان لعمرو بن العاص من الولد عبدُ الله.. وأمه رَيْطَةُ بنتُ مُنَبِّه بن الحَجّاج بن عامر ابن حُذَيـْفَة بن سَعْد بن سَهْم بن عَمْرو. ومحمد بن عَمْرو وأمُّه مِنْ بَلِيّ.. عن ابن أَبِي مُلَيْكة وعن عمرو بن دِينَار.. قالوا: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “نِعْم أهلُ البيتِ عبدُ الله وأبو عبد الله وَأُمُّ عبد الله..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.