فوكس باشا قصة قصيرة علي جبل
حاد المزاج، شديد العصبية، متسلط، عديم الرحمة، يتعامل بعنف حتي مع المقَربين منه.
كثيرا ما اعتدي علي العمال والموظفين بشراسة، مستَغِلا فقرهم الشديد، وحاجتهم للعمل. يَسعد بذلك أيَّما سَعادة.لم يقتصر الامر عليهم، بل تخطاهم إلى المرضى، حيث يتفنن في تعذيبهم وإذلالهم بحجة العلاج، يستمتع بأنَّاتِهم وآهاتِهم، يتلذذ بِصُراخهم وإهانتهم، وبالطبع زوجته لم تَنْجُ من عنفه وتعذيبه، وعانت منه كل المعاناة مما أدى إلى هروبها وطلاقها في النهاية.
إنه طبيب مشهور يُحِب كلبه حَدَ
العِشق،هو أغلى عنده من المال، وأحَب من الزوجة، وأعز من ولَدِه.
تجرأ احد العمال وأخذ قطعة من اللحوم التي كان يُقدمها للكلب يوميا ، كانت في نظره افضل من
اللحوم المُشَغَّتة التي يَتناولها اولاده مرة كل شهر.
وفي ذات صباح اكتشف الطبيب امر السرقة واعتبر ذلك إهانة في حق “فوكس”،وحقوق الكلب عنده محفوظة. إنه” الكلب باشا”
اعد العُدة للإنتقام منه علي طريقته الخاصة وجد بُغيته التي ينشدها. “إنه سرق” . وما بين رغبته في المتعة التي لا يُقيدها دين أو عرف، وبين خشيته من افتضاح امره بين الناس ، قرر تعذيبه وإهانته وسحق كرامته حتي لو افتُضِحَ أمره. فالمتعة عنده لا تعدلها أىة قيمة أخرى، ولا يمنعها اى عائق،ولا تحُدها حدود. ضربه، عذبه، أهانه. ومما زاد من غرابة الأمر ودهشته عدم إبداء اية مقاومة من جانب العامل، إذ ظهر هو الآخر وكأنه يتلذذ من الضرب والتعذيب والإهانة. نفذ أوامر الطبيب بكل دقة
لدرجة أنه أدى التحية للكلب. لم يُهَدِئ ذلك من شراسة الطبيب ودمويته ، بل تعالى علي الله وتألَّهَ عليه، ثم طلب منه السجود للكلب.
انكشف أمره، ظهرت ساديته، أوقفوه،
وبدات التحقيقات. شَرد بخياله، عاد
به الزمن إلى الوراء. تذكر عندما تاه من ابيه في زحام احد الموالد السنوية التي تُقام بالمدينة ليلا ، كان في الثانية عشرة من عمره حيث استدرجه أحدهم إلى احد المباني القريبة من المولِد. وكان شابا أنيقا ،طويل القامة، بنيته قوية، اعتدي عليه بعنف،ثم اطلقه. عاد لابيه، مُطَأطِأَ الرأس مُنكَسِرا ولم يستطع ان يخبره بما حدث له.
كبر الطفل، وكبر بداخله الجرح، واستخوذ العنف والإنتقام على كيانه.
وما ان عاد من شروده حتى اصابته الدهشة، تَفَحَصَ وجهه عِدة مرات، ثم انقض علي رقبته. وبالكاد خلَّصُوا المحقق من يديه قبل أن يَقْتُلَه.
انتهت.
التعليقات مغلقة.