موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

في حب صاحبة الجمال والكمال

389

في حب صاحبة الجمال والكمال

جيهان الريدي

لغتنا العربية من اللغات السامية ، وهي أكثرُاللغاتِ السامية تحدثاً، وتأتي كواحدة من أكثر اللغات انتشاراً في العالم ؛ فهي واحدة من لغات العالم الست من حيث عدد المتحدثين بها ،حسب تصنيف الأمم المتحدة ، وهي اللغة التي تحتل المركز الرابع كلغة ثانية يتم تعلمها .

وتسمى “لغة القرآن” ؛لأن القرآن نزل باللغة العربية ،وتسمى ” لغة الضاد “؛ لاحتوائها على حرف الضاد ،الذي لا نجده في الكثير من اللغات الأخرى بحسب بعض علماء اللغة ،أو لأن العرب لا يجدون صعوبة في نطق حرف الضاد .

هناك خصائص تشترك فيها اللغة العربية مع غيرها من اللغات ، وهناك خصائص تفردت بها اللغة العربية عن سائر اللغات الأخرى فاللغة العربية كغيرها من اللغات ،هي الوعاء الأساسي الذي يحتوي العلوم والثقافة والتكنولوجيا والتاريخ والحضارة والهوية والمشاعر .

أولا :مفهوم اللغة


اللغة فكر ناطق ،واللغة هي الجسر الذي يعبر عليه البشر؛ ليتواصلوا مع بعضهم البعض0
يعرف ابن حزم اللغة بأنها :” ألفاظ يعبر بها عن المسميات ،وعن المعاني المراد إفهامها ” .

وفي تعريف أوسع يقول لنا العصيلي عن اللغة :
” اللغة أصوات وألفاظ وتراكيب ، تسير وفق نظام خاص بها ، لها دلالات ومضامين معينة ،يتصل بها الناس فيما بينهم ، ويعبرون بها عن حاجاتهم وحالاتهم ، ويستخدمونها في أنشطتهم الفكرية والعلمية ، ويحفظون بها تاريخهم وتراثهم وعلومهم “

وهذان التعريفان يلفتان الانتباه إلى أن اللغة :
فكرة “ألفاظ يعبر بها عن المسميات وعن
المعاني المراد إفهامها”
طبيعة ” تراكيب وألفاظ “
وظيفة ” يتصل بها الناس فيما بينهم ،
و يعبرون بها عن حاجاتهم وحالاتهم ،
و يستخدمونها في أنشطتهم الفكرية والعلمية ، و ويحفظون بها تاريخهم وتراثهم وعلومهم”

وتشترك اللغات في فكرتها ووظيفتها ،لكن بالطبع تختلف في طبيعتها وخصائصها.
وسنقصر في هذه الورقة الحديث عن اللغة العربية دون غيرها

و للغتنا العربية خصائص تميزها عن غيرها،منها:


-القداسة :


وتنبع هذه القداسة من ارتباط اللغة العربية بالقرآن الكريم ،فاللغة العربية الفصحى هي لغة القرآن الكريم الذى أنزل إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هدى للناس ووعد الله بحفظه مما يعني حفظ اللغة العربية

واللغة العربية هي الوسيلة لحفظ التراث العقائدي،وقد قال المستشرق “جورج سارتون ” : وهب الله اللغة العربية مرونة جعلتها قادرة على تدوين الوحي وحفظه وهذا أكبر دليل على قدرتها الفائقة وسماتها المتفردة 0

-الغنى والثراء:


اللغة العربية أوفى اللغات جميعها، نطقاً ومعنى،فتبعا لمقياس جهاز النطق في الإنسان، كما يقول عباس محمود العقاد: « تستخدم اللغة العربية هذا الجهاز الإنساني على أتمه وأحسنه، ولا تهمل وظيفة واحدة من وظائفه » ، فقد اشتملت على جميع مخارج الأصوات التي اشتملت عليها أخواتها السامية، وزادت عليها بأصوات كثيرة لا وجود لها مجتمعة في واحدة منها، مثل: الثاء، والذال، والغين، والضاد، والخاء، والظاء.
ومن حيث الثراء اللغوي تعتبر اللغة العربية من أغنى لغات العالم ،وذلك بالنظر إلى كثرة ألفاظها أو مفرداتها، وكثرة مترادفاتها، وبالنظر أيضا إلى الطرق والأساليب التي تمتلكها في توليد الكلمات أو اشتقاقاتها، وإلى الفروق ودقّة المعاني التي تتضمّنها وحداتها ذات المعاني المتقاربة أو المتشابهة ويقول الألماني فريتاغ : ” اللغة العربية أغنى لغات العالم”.

ظاهرة ارتباط الحروف والكلمات بالمعاني


ونعني بها أن يصبح للحرف دلالة وإيحاء وظلال تلقي بها على الكلمة ، فقد ذكر علماء العرب من الأمثلة ما جعلهم يميلون إلى الاقتناع بهذه الظاهرة .
فالغين تفيد معنى الاستتار والغَيْبة والخفاء كما نلاحظ في : غاب ، غار ، غاص ، غال ، غام.
والجيم تفيد معنى الجمع : جمع ، جمل، جمد ، جمر. وهكذا

يقول الفرنسي إرنست رينان : ” اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال، وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر، فليس لها طفولة ولا شيخوخة “.

  • الاشتقاق
    اللغة العربية لغة اشتقاقية؛ إذ هي عبارة عن توليد لبعض الألفاظ من بعض، والرجوع بها إلى أصل واحد، يحدد مادتها، ويوحي بمعناها المشترك الأصيل، مثلما يوحي بمعناها الخاص الجديد. يقول الدكتور محمود فهمي حجازي :
    ” اللغة العربية من أكثر اللغات انتظاماً ، وفيها إمكانات دائماً للتعبير عن الجديد”
  • الإعراب
    تتميز اللغة العربية بأنها لغة إعراب؛ حيث يعتبر الإعراب من خصائص اللغة العربية، ومراعاته تعد الفارق الوحيد بين المعاني المتكافئة لللفظ، إذ أنه عن طريق الإعراب يمكن تمييز الكلمات ،ووظيفتها ،وموقعها في الجملة ،وبالتالي معناها،وقد سموا الإعراب إعراباً لأنه يعرب عن المعنى ويوضحه ، وقد قالوا: أعرب تبن .
  • المرونة والتطور:
  • تعتبر اللغة العربية ، بما يبذله أبناؤها المخلصون ،من أكثر اللغات مرونة، وتطورا ،واستكمالاً لبنيتها ، وتجدداً، وتشهد على ذلك جهود مجامع اللغة العربية في كل الدول العربية ، وما نراه في مجمع اللغة العربية بالقاهرة تحديدا ،من جهود أعضائه ،في العديد من اللجان وأخص “لجنةالألفاظ والأساليب”التي اطلعت على بعض أعمالها ؛ فوجدت فيه سعياً حثيثاً لجعل اللغة العربية لغةً عصريةً ،تستوعب كل المستحدثات اللغوية اللفظية ،وكل المستحدثات العلمية العملية، ويقول وليم ورك : ” إن للعربية ليناً ومرونةً يمكنانها من التكيف وفقاً لمقتضيات العصر”.

الموسيقية والجمال:
لم تكن اللغة العربية منذ نشأتها طريقة للتعبير أووسيلة للتواصل فحسب ؛ بل كانت منذ البداية قيمة جمالية في حد ذاتها ،فهي “اللغة الشاعرة” كما يقول عنها الأديب عباس محمود العقاد ،وهي اللغة الجميلة التي تتسم بالموسيقية ، فجميع ألفاظها ترجع إلى نماذج من الأوزان الموسيقية، والكلام العربي نثراً كان أم شعراً هو مجموع من الأوزان .
وقراءة القرآن الكريم أروع شاهد على موسيقية اللغة العربية ،فاللّغة العربيّة تمتاز بصفتها الموسيقية ،التي تضفي عليها كل هذا الجمال ،وكل هذا الرقي ،وكل هذه الروعة 0
وقد قالوا : الجملة العربية كآلة العود ،إذا حركت أحد أوتاره؛
رنت لديك جميع الأوتار وخفقت معها القلوب وتحركت بها المشاعر0

لكل هذه السمات والخصائص والمميزات فليس غريبا على اللغة العربية أن تكون مكوناً أساسياً للثقافة والإبداع والقوة
وهنا نقف لنتساءل هل تقاس قوة الأمم بقوة لغاتها ؟؟؟أم أن قوة الأمم هي التي تضمن للغاتها القوة وتكون سبباً في فرضها على الساحة العالمية وتمكينها ؟؟؟
أرى أنها حلقة دائرية تسلم نهايتها لمبتداها، وتكون بدايتها من حيث انتهت .فالمشهد الخاص باللغة يعكس المشهد الثقافي ككل
فالأمة القوية تفرض علومها وآدابها ولغاتها ؛فتنتشر اللغة ويسعى الكثيرون لتعلمها ،ويزيد عدد المتعاملين بها ،وتنتشر الثقافة التي تعبر عنها هذه اللغة ؛فتكون سبباً إضافياً في تدعيم قوة الأمة صاحبة اللغة ، وأوضح مثال لذلك أن اعتراف الأمم المتحدة باللغة العربية كلغة رسمية جاء بعد انتصار اكتوبر عام 1973

وأنا لست ممن يؤمنون بفكرة أن اللغة تهوي بنفسها ،أو أن أهميتها تتضاءل من تلقاء نفسها ،لكن الفكرة في قوة أصحاب هذه اللغة ،ومن ينتمون لهذه اللغة ومن يمثلون هذه اللغة في هذا العالم

ولست ممن يؤمنون بفكرة المؤامرة بشكل كبير،لكنني أؤمن بأن الأقوى دائما يضع شروطه ،فقد بدأت أزمات اللغة العربية مع وجود الاستعمار،حيث أثر هذا الاستعمار في مصر وفي كل الدول العربية على قوتنا ، وبعد أن كنا نحن من يصدر العلم لهذه الدول ،وبعد أن كنا نحن القدوة والمثال الذي يحتذى في نظامنا وفيما نقدمه من نماذج فكرية وعلمية ، جاء الاستعمار فأراد أن يقمع هذه القوة ، وأن يحيلها ضعفاً ووهناً بشتى السبل والوسائل ، وكانت الضربة الأساسية الكبرى لقمع هذه القوة ،هي ضرب اللغة ؛ لأن اللغة تمثل عنصر انتماء كبير، ليس فقط للعروبة لكن أيضا للإسلام،لأنها الرابط بين أصحابها وبين دينهم الحنيف ،وبينهم وبين قرآنهم الكريم الذي نزل بهذه اللغة وشرفت هي بالانتماء له ، وعندما أراد الاستعمار أن يفرض قوته ، سلل إلى الشعوب العربية إحساس قوة اللغة الأجنبية ،بقوة أصحابها المستعمِرين المسيطرين،وضعف اللغة العربية بضعف أصحابها المستعمَرين المقهورين ، ودخلوا لذلك من أبواب متعددة ( باب الوصول لمناصب الحكم ،باب التواصل مع العالم الخارجي ، باب العلم والتكنولوجيا ،باب الارتقاء في المستوى الاجتماعي، وغيرها من المداخل الكاذبة.

وشيئاً فشيئاً رويداً رويداً يدخل التضاؤل إلى لغتنا من باب عدم إدراكنا لقيمة لغتنا ، وعدم تمسكنا نحن بلغتنا العربية ، وفي كل عصر تتراكم المشكلات أكثر وأكثر لتلقي بظلالها الكئيبة على حياتنا وعلى لغتنا ،فنحن لا نقوم من مشكلة إلا ونجد مشكلة عصرية أكثر تعقيداً ،فمن مشكلات تعريب العلوم والترجمة سابقاً،إلى أن يأتي العصر الحديث بمشاكله الحديثة ولنقف أمام مشكلة كبيرة عويصة هي مشكلة التخلي حتى عن الحروف العربية لتتفشى ظاهرة الكتابة باللغة الأجنبية ، لتتجه الجهود لمحاولة درء خطر هذه المشكلة الحديثة ولتتوارى وتنصرف الجهود التي تبذل لحل المشكلات الأخرى الأقدم .

لكن على أي حال يبقى إيماننا بأن لغتنا العربية دائما وأبدا بإذن الله ستظل في مكانة رفيعة ، وستظل مرتبطة بالعرب وبكينونتهم ووجودهم؛لأنها ستظل محفوظة بحفظ الله لكتابه الكريم وللغته البيانية الرائعة ، وبها سنظل نشعر بالمكانة الراقية والقيمة الشخصية لمن يتشح باللغة العربية ومن يتحدث بها ؛ لأنها تلقي عليه هيبة ووقاراً ،وتضيف إلى لسانه جمالاً ورقة وعذوبة .

وهنا يقف مجمع اللغة العربية ؛مدافعا منافحا عن اللغة العربية بكل ما أوتي من قوة

وتأتي الصحافة والإذاعة كوسيلتين من وسائل خدمة اللغة العربية
ومن خلال عملي في الإذاعة المصرية أرى أنها تقوم بخدمة اللغة العربية بشكل مباشر بما تقدمه من برامج خاصة باللغة العربية ” ومضة لغوية ” كمثال ، وبشكل غير مباشر بما نقدمه من برامج متميزة تحرص على استخدام اللغة العربية بشكل راقي وجميل ، أو تلك التي تقدم الأشعار أو القصص أو الأعمال الأدبية باللغة العربية الجميلة
” الرسم بالكلمات – دعاء الكروان – يا محمد ” كمثال

اللغة العربية : الواقع والمأمول المشاكل والحلول


لقد اتخذت محنة العربية أشكالاً ومظاهر شتى منها:


١- الانصراف عن التحدث باللغة العربية ،فضلا عن دراستها وكتابتها وتعلم العلوم بها .

٢- تأخر اعتراف اليونيسكو باللغة العربية كلغة تعامل في المنتديات العالمية ؛أثر بالسلب على قوة اللغة العربية وتواجدها العالمي .

٣- تشجيع اللهجات المحلية لتفتيت اللغة الواحدة وتمزيق الناطقين بها

٤- إشاعة المفهوم الخاطئ القائل بضيق العربية، وقصر باعها عن مواكبة الحضارة

٥- الدعوة إلى هجر الحرف العربي إلى الحرف اللاتيني

٦- الدعوة إلى التحرر من قواعد اللغة العربية ،بزعم صعوبتها ، أو بزعم التطور

٧- نسبة تخلف العرب العلمي في عصر الذرة لتمسك العرب بلغتهم في مراحل التعليم عامة والتعليم العالي منها خاصة

٨- الدعوة لاستخدام العامية وتعميمها في وسائل الإعلام والتعليم ؛لتكون بديلا عن اللغة العربية.

٩- الاتجاه لتعلم اللغات الأجنبية كواجهة اجتماعية

١٠- تدني مستوى معلمي ومعلمات اللغة العربية ،لأسباب عديدة يضيق الموقف عن ذكرها

لكن الأمر المؤكد أن ما تعانيه لغتنا العربية من عدم انتشارها في زمننا فى الممارسة وعجز الكثيرين عن إدراك جمالها وحسن بلاغتها وحسن بلاغتها وتذوق نكهتها ، ليس بسبب ضعفها ،وقلة فضلها ،وتخلفها عن سائر اللغات ،بل بسبب رغبة أهلها عنها ،وتنكرهم لها لأنهم لا يجيدونها – إلا من رحم الله – وأصبحت اللغات الأخرى محببة إليهم أكثر كواجهة اجتماعية، وأصبحنا نرى تراجع اللغة العربية بصور شتى

إذن ستظل مشكلة لغتنا العربية تلخيصاً لمشاكل المجتمع العربي
وإذا كنا قد تحدثنا عن الواقع والمشكلات سرداً فإننا سنوجز الحديث عن المأمول والحلول في عدة نقاط :

١-تفعيل دور مجمع اللغة العربية في وضع القوانين التي تضمن الارتقاء باللغة الفصحى ،وتمكينه من تنفيذها

٢- البدء في وضع خطة مرحلية لتعميم تعريب العلوم وتدريسها باللغة العربية ، مع الأخذ في الاعتبار والاسترشاد بتجربة سوريا في هذا الصدد

٣-الاهتمام بتدريب معلمي اللغة العربية على أعلى مستوى ،وخاصة في مراحل التعليم الابتدائي، بل وانتقائهم ممن يحبون اللغة ،ويتفانون في ابتكار طرق تعليمها

٤- الوقوف بصرامة أمام محاولات اتخاذ اللغة العامية وسيلة للتواصل والتعامل في وسائل الإعلام

٥- الوقوف أمام حملات استبدال الحروف اللاتينية بالحروف العربية

٦- التعامل مع الوسائل التكنولوجية الحديثة بالحرفية المطلوبة من جهة العلماء العرب ؛لابتكار وسائل متطورة سهلة الآليات ، تمكن من التقدم في استخدام اللغة العربية في أنظمة الحاسب الآلي والبرمجيات بالكفاءة المطلوبة

٧- تشجيع الجمعيات الأهلية ، والمنتديات ، والهيئات ،المهتمة باللغة العربية من التفاعل مع الجماهير ، والنزول إلى المدارس والجامعات ،وأماكن تجمع الشباب ،بندوات أدبية ، فنية ، ثقافية ، لإحياء ثقافة التعامل باللغة العربية ، ولو بشكل غير مباشر

٨- ضرورة التعاون بين كل الهيئات والمؤسسات في تنفيذ خطة منهجية مدروسة للارتقاء باللغة العربية ” بمعنى ما يصدره مجمع اللغة العربية يتم إرساله للاستفادة منه في وزارة التربية والتعليم ووسائل الإعلام المختلفة”

٩- استنباط الوسائل الجميلة لتقديم اللغة العربية بوجهها الجميل ،وتعلم حب اللغة العربية قبل تعلم قواعد اللغة العربية0

التعليقات مغلقة.