فى ذكرى المشير عبد الحكيم عامر د.أحمد دبيان
اليوم تحل الذكرى الرابعة والخمسين لرحيل المشير عبد الحكيم عامر رحمه الله .
المشير عبد الحكيم عامر لعب دوراً وطنياً هاماً لا ينكره الا مغرض.
بعد هزيمة الجيش تحت قيادة الملك فى فلسطين قامت ثورة ٢٣ يوليو .
كان الجيش فى تلك الفترة جيش تشريفات وحين طلبت الثورة صفقات سلاح من بريطانيا وامريكا رفضت امريكا حتى لا يصبح الجيش المصرى فى قوة تهدد اسرائيل بينما عرضت انجلترا صفقة مسدسات كما كان الحال قبل ٢٣ يوليو .
بعد صفقة الأسلحة التشيكية ،قاد المشير عبد الحكيم عامر مهمة تحديث الجيش المصرى .
كان لتأمين الثورة اولوية قصوى وخصوصا مع اختراق الاخوان للمؤسسة العسكرية ودعمهم لنجيب واختراقهم للضباط اليساريين وقد بلغ ذلك ذروته فى احداث سلاح الفرسان وقد قام عامر بهذا الدور على الوجه الاكمل يساعده فى هذا امكاناته الشخصية الودودة.
برنامج الصواريخ المصرى الذى رأت اسرائيل فيه تهديداً مباشرا فقامت باغتيال العلماء الألمان وتهديدهم وبرنامج صناعة الطائرات الذى تكلل بالطائرة حلوان ، وبرنامج الصناعات العسكرية ومنها المسدس حلوان والرشاش بورسعيد تم برعاية وقيادة المشير .
استطاع عامر قيادة المقاومة فى بورسعيد واستخدام تكتيكات حرب العصابات ضد قوات الغزو بعد قرار الانسحاب التكتيكى فى حرب السويس وقد اصدر الاوامر بصمود القوات عند الممرات ما اصاب فرق المظلات الاسرائيلية بخسائر فادحة وقد اصيب شارون اصابة اعجزته فى تلك المعركة.
كان لصمود الشعب والقوات المسلحة مع المعركة السياسية التى قادها الرئيس جمال عبد الناصر الفضل فى انتصار مصر عسكريا وسياسيا فى حرب السويس كما انتصرت فيتنام فى حربها مع امريكا لاحقا بتكنيك حرب العصابات .
المشير عامر هو هو من الضباط الأحرار القلائل الحاصلين على ماجيستير العلوم العسكرية أركان حرب والتى لم يحصل عليها أنور السادات.
تمت ترقية عبد الحكيم عامر الى رتبة المشير بعد الوحدة مع سوريا وهى ليست سابقة تاريخية كما يروج البعض فالجنرال ماك آرثر الذى انسحب من الفلبين وفر الى استراليا تاركا قواته رقى فى سابقة لم تحدث فى الجيش الامريكى الذى لا يوجد به رتبة الفيلد مارشال المعادلة لرتبة المشير الى رتبة الفيلد مارشال.
كان لتغول نفوذ المشير وحب ضباط الجيش له توابعاً كثيرة .
جاء الانقلاب على الوحدة المصرية السورية من ضباط سوريين من مكتبه وقد رفض الخروج من الجيش والاكتفاء بمنصب النائب الأول لرئيس الجمهورية بعد عودته ، واصر على البقاء فى منصبه.
قاد المشير عامر حرب اليمن واستطاع الجيش بقيادته الصمود ضد القوات الملكية المدعومة من السعودية والأردن واسرائيل وقوات المرتزقة المجيشة هناك وقد قامت المخابرات الحربية المصرية بدعم حركة القوميين العرب ضد القاعدة البريطانية فى عدن ما كان له اكبر العوامل فى قرار انسحاب بريطانيا من اليمن ومن شرق السويس فى اكتوبر ١٩٦٧.
جاء العدوان فى عام ١٩٦٧ ليرسم نهاية الرجل ، و الذى قام بمحاولة انقلابية على جمال عبد الناصر بعد عزله محاولا الرجوع الى منصبه فى القوات المسلحة وقد احبط المحاولة الفريق محمد فوزى والفريق عبد المنعم رياض.
قام المشير عامر بالانتحار بتناول سم الاكونتين فى مثل هذا اليوم من عام ١٩٦٧ منهياً حياة وطنية درامية حافلة.
التعليقات مغلقة.