قهوة المساء : صبرا وشاتيلا بقلم الأستاذ داوود الاسطل
الذكرى التاسعة والثلاثون للمجزرة التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي المجرم وعملائه من المليشيات و الكتائب اللبنانية الموالية لإسرائيل ، وراح ضحيتها أربعة آلاف شهيد فلسطيني ولبناني ومن جنسيات أخرى ، معظمهم من الشيوخ والنساء والأطفال .
المأساة مستمرة ، وصور الجريمة تكرر ، والصمت الدولي المخزي على جرائم الاحتلال كما هو ، ونحن نترنح في غياهب الإنقسام ، لنزيد الصورة مأساة فوق المأساة .
المجزرة لم تستهدف فقط المدنيين العُزَّل ، بل أيضا استهدفت التاريخ الفلسطيني ، حيث ان الاحتلال سرق وثائق مركز الأبحاث الفلسطيني وأرشيفه ، وتم نقلها عبر الشاحنات الى اسرائيل .
انهم يحاولون طمسنا وطمس هويتنا وتاريخنا ونضالنا ، عبثاً يحاولون ، اننا هنا متجذرون ، وفي كل مكان لنا جذور وأصول ، من أقصى الأرض الى أدناها ، وفوق الارض ، وفي باطنها وفيما لا يعلم الاحتلال من أين سنخرج له ، اننا كما الأشباح ، وارواح شهدائنا ستبقى لعنة تطاردهم حتى في نومهم .
نعم قد نموت ولكننا حتماً سنقتلع الموت من أرضنا .
الاحتلال الاسرائيلي دوما يصب جام غضبه على المدنيين العزل – عقابا لهم كونهم الحاضنة الشعبية للمقاومة – لأنهم لا يستيطيعون المواجهة الحقيقية للمقاومة الفلسطينية وجها لوجه ، رغم كل امكانياتهم العسكرية والأمنية .
فمن صبرا وشاتيلا حفرنا نفق الحرية ، وبعد عشر سنوات كنا على مقربة من عدونا ، نلتحم معه بعد مواجهة دامية تجسدت في بسالة شعبنا ابان الانتفاضة الاولى ، وتستمر العنجهية الزائفة وفرد العضلات على المدنيين ليعود السفاح من جديد ( شارون ) وآلته العسكرية وتندلع الانتفاضة الثانية وترتوي الأرض الطاهرة من دماء اطفالنا ونسائنا وشيوخنا العزل ، ويموت الموت ، وتبقى شجرة النخيل باسقة تؤتي أكلها بإذن ربها ، وتشعل اسرائيل اربعة حروب على غزة ، وتقتل الآلاف من الشهداء العزل ، وتهدم عشرات الآلاف من البيوت الآمنة ، كل ذلك لانها لا تستطيع المواجهة الحقيقية مع المقاومة ، فتتغول على المدنيين وبيوتهم انتقاما منهم .
ولا زال العالم بأسره يصمت على المجازر ولا يكترث بعذابات المدنيين العزل ، متغاضين عن كل مباديء الإنسانية .
اذن فالاحتلال يستهدف الحاضنة الشعبية للمقاومة الفلسطينية في كل وقت وأينما تواجدت ، حقارة ما بعدها حقارة .
فلسطين – غزة
16/9/2021
التعليقات مغلقة.