أضغاث أحلام بقلم غريتا بربارة
طَرقَ الصباحُ بابَ غرفتي!
اين أنتَ يا رفيق نفسي؟
تَفَرّقنا على وجه الأرض ، كُنا بذور
انسانية عجيبة في بلوغنا ونمُّو قلوبنا ،، وإنْ نامت الأرض قليلاً فنحن ننمو على أديمها
في نومنا نحلُم بأمنيات جميلة
وبعض الأحيان بأضغاث احلام
وكوابيس مُرعبة.
ولكن عندما يُخاطبنا الفجر
تضحك لؤلؤات الدنيا على وجوهنا، ويلبس السحاب مِعطفه الندي وتبدأ قطرات نسيمه تصبُّ على غمزات النور يتسرّب من بين أرجائه.
ها هو سرداب الظُلمة يندحر
تصعدُ حواري الصباح لتتنشق
رحيق الحياة ،، والحياة كانت تدعو تلك الأميرة الى صباحية
أنداء الورود في الحديقة وجمر فحمٍ بِموقدٍ أنار فجوات الفجر المستيقظة!
في عُمق اللهيب كانت قهوتي تغلي !
معها قلبي يذوب ويغرق في رحيق الهالِ .
أين أنت يا رفيق نفسي؟
هل انت تُصلّي في صومعة نفسك ؟
أم تُلاحق أنفاسي اللاهثة وراء
أعاجيب أحلامي؟
هل أنتَ في خِدرِكَ تُتوِّج روحي ؟
أو بين كُتُبِ تاريخي تستزيد من
الحِكمة وأنتَ تعلمُ اني غنية بِحِكمةِ آلهة
بلاغتي؟؟؟؟
أين كُنتَ بالأمسِ وأنا بين حِطامي وبِنائي ؟؟
هل كُنتَ سائراً بِموكب الحُبّ
وكان رائد أفكارك جمالي؟؟
لماذا لا تُجيبُني؟
هل أخرسَكَ بياض صباحي ونقاء سمائي ؟؟
أسمعُ جوابك في عُمقي لا تتفوه بكلمة!
أفهمُ انا بالإحساس من غير كَلمْ!!
أسرار العالم وخفايا الأبدية
تُناجي أرواحنا ولُغة الأرواح
لا تستكين بل تسبح في فضاء
غرفتي راسمةً على منافذ قلبي
قلوباً يُنيرها الحُبّ وتُفعمها أشواقي !
دقائق طويلة تُبعدُني عن عِناقك
تعال ! يا رفيق نفسي ! تعال !
الوقت حان لإرتشاف قهوتي
تعال نرقص على جمر غليانها
كما يتراقص الفحم في الموقدة
وحتى تغلي … لِنغلي نحن على
فقفقة نارها
تعال نُبرّدُ نارنا بِقبلةِ صباحي
وكل هذا قبل ارتشاف قهوة رواقي !
يا رفيق نفسي
اشتقنا لإحتساء قهوتنا
والبال مرتاح وراضي !
صباح الأمل يا نفسي !
بقلم : غريتا بربارة
التعليقات مغلقة.