موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قراءة إسقاطية دلالية وتحليلية لقصة “أباطيل” للقاص والكاتب الأردني عصام الحاج عزمي وزوز.بقلم القاص والكاتب الأردني أسامة الحواتمة

269

قراءة إسقاطية دلالية وتحليلية لقصة “أباطيل” للقاص والكاتب الأردني عصام الحاج عزمي وزوز.
بقلم القاص والكاتب الأردني أسامة الحواتمة


النص قصة قصيرة جدا

أباطيل
رسموا خطاً مستقيماً، تناثرت صرخات على الجانبين، شرعوا بتسوية النتوءات، عندما أيقنوا غوْر أقدامهم؛ فقد هيكلهم خصائصه.
عصام الحاج عزمي وزوز/الأردن

تفسير المُفَسَّر غير محمود لكن ما علاقة الصرخات برسم الخط المستقيم، فهل يشير الخط المستقيم إلى طريق الحق والعدل؟ أم يشير إلى أفكار وخطط ظاهرها مستقيم مثل العدل، المساواة، الحرية والديموقراطية و تنفيذها غير السوي مليء بالاعوجاج والظلم والقهر لبني الإنسان؟
إن القِوى الأحادية المتجبرة التي حكمت الأرض دون ناموس إلهي على مر التاريخ والحاضر، كان ولا يزال دائما لسانها الإعلامي يروج بالحق والإنصاف والعدالة بينما أقدام قوتها تدوس الملايين من الأبرياء من شعوب بني الإنسان،
فهل هذا يُؤوِّل تناثر الصرخات على جانبي المستقيم؟
وهل هذه القصة القصيرة جدا تحتوي هذا الكم من الشخصيات الثانوية التي أطلقت هذا الصرخات؟
إذن، لا بد من دلالات أخرى لتوكيد التأويل:

النتوءات:

(رسموا خطاً مستقيماً، تناثرت صرخات على الجانبين، شرعوا بتسوية النتوءات) فمن هؤلاء الذين شرعوا بالتسوية؟ أ هم من رسموا الخط أم من صرخوا على جانبيه؟
الشخصية المحورية (هم): أي المخططون الذين رسموا الخط المستقيم وصرخ الناس على جانبيه وقاموا بتسوية النتوءات، فهل اِعوَجَّ خطهم المستقيم؟ أم هو مستقيم بأعين من رسموه فقط؟ أم أن الصرخات تلك هي التي أحدثت به هذا الاعوجاج، فكانت صرخاتهم ثورات على هذا الخط وكشفت دهاليزه ونتوءاته؟
ولا بد من دلالة أخرى تحل هذا التعويم الدلالي وتحدده، وهذا ما يتمناه القارئ أن يجده في النص فلو ترك قرينة مضافة تحدد هذا التعدد الدلالي الذي تحتذي مقاساته أحداثا كثيرة جدا في الحاضر والتاريخ، صحيح أن جودة القصة القصيرة جدا تقاس بمدى تعدد تآويلها لكن ضمن حدود وقرائن وإلا يتحول القَص إلى الهلامية والضبابية في القياس،
لكن لا ينبغي على القارئ التعجل في الأحكام قبل نهاية القصة، فلا يزال في النص دلالات يمكن استخدامها مثل:

غور الأقدام


(عندما أيقنوا غور أقدامهم)، أقدامُ مَن هذه؟ هل هي أقدام مَن صرخوا أم من رسموا؟ التتابع يحل هذا الخلاف، فالجملة كانت نتيجة لِمَا قبلها، وهي أقدام من خطُّوا مستقيمهم الوهمي المرسوم بقلم الباطل لا بقلم الحق،
لقد تيقنوا أن لا قدرة لهم بتسوية الاعوجاج وأن نرجسيتهم والغطرسة منعتهم من رؤية ذلك الأعوج إلا مستقيما، فغارت أقدامهم وفقدوا القدرة على تسوية المعوج.

الهيكل

قرينة الهيكل تعيد القارئ إلى بادئة القصة والهيكل دلالاته متعددة، فهل هو هكيل عظمي أم هيكل مجسم محاكي لصنم مثلا، أم هيكل معماري يرمز لحضارة أو معبد، هيكل بني إسرائيل المزعوم، أم هو هيكل معنوي فكري تنظيمي أو ديني.. سلوك الإنسان بشكل عام؟
كل هذه المعاني يمكن توظيفها في النص، فالمعنى المادي وليد المجاز والمجاز وليد المادة أيضا، فالهيكل التنظيمي النظري ينجم عنه هيكلا ماديا معماريا أو صناعيا،
وكذلك الهيكل المادي ينتج الكثير من الهياكل المعنوية الموازية للخطط والمعتقدات والأفكار الحقيقية أو الملفقة لإثبات وجود مادي، بشري، حضاري… الخ.
والدلالة يساندها قرينة في تأويل النصوص الأدبية وكذلك القرينة يمكن أن تكون دلالية أيضا كما ورد في هذا النص.

العلاقة بين دلالة الرسم في هذه القصة وبين نمط التناص المُوظَّف في متنها:

هذا النص هو من النماذج الرائعة للقصة القصيرة جدا التي تمتاز بالحركة المتصارعة في بطن المجاز، فتحت ظاهرٍ هندسي تشكيلي مثل (خط مستقيم، نتوءات، هيكل) تكمن حركة حدث مفارق يكوّن مشهدا تمثيليا يأخذ استقامة رسم المستقيم الظاهرة والنتوءات ثم الهيكل،
فالحركة الهندسية الظاهرة، تماثل حركية الرمال المتحركة، أما حركة المشهد الباطنة فهي تماثل حركة بيئة متعددة التلوين، بقيادة طاقة العنوان (أباطيل) وهو البوابة السحرية للنص التي فجَّرت ألوانًا من التأويل المتعدد، مرورا بباطن النص ثم إلى زاوية رؤية المتلقي.
لتتوالى هذه الحركية الشكلية والباطنة إلى تناص ديني بموازاة الحديث النبوي: (عن ابن مسعود قال: خط النبي ﷺ خطاً مربعاً، وخط خطاً في الوسط خارجاً منه، وخط خُططاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، فقال: هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به -أو قد أحاط-، وهذا الذي هو خارجٌ أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا.) رواه البخاري.

فمحاولة العقول المناهضة للإسلام في تشريحهم مراكز الثقل والقوة في الدين بأسئلة طالما حيرتهم وأهمها:
كيف استطاع النبي الأمي محمد (ص) “الإقناع” في خطابه الرسالي؟ إذن، هل تكاثفت دراساتهم للخطاب النبوي والأسلوب الإعلامي للرسالة المحمدية؟
لقد عنونت القصة قصيرة جدا (أباطيل) كل ذلك بعلاقات تناصية للدلالات المسرودة مع حديث نبوي للرسول صلى الله عليه وسلم وقد نجح النص في تناول محمول الحديث النبوي تناولا دلاليا مسرودا بمشهدية بطلها الضمير (هم) من خلال الربط بين دلالة رسمهم للخط المستقيم، وتناثر الصرخات على جانبيه (رسموا خطاً مستقيماً، تناثرت صرخات على الجانبين،) فالحديث النبوي يفسر نفسه، ويوضح بهاء التصوير النبوي للإنسان على أنه خط مستقيم في مربع (حياته) ويمتد خارج المربع باستقامة آماله التي لا تنتهي بنهاية حدود المربع أي (حدود أجله، عقله وقدرته)، أما الخطوط الجانبية على يمين ويسار المستقيم هي الأعراض، أي هي الشهوات، الرغبات، الأقدار، الصرخات والمصائب التي تعترض أمله ومسيرته في الحياة، والحديث هنا يطول الغرف منه.

_ إذن، الرسم النبوي على الرمل هو وسيلة تعليم تتجاوز مفهوم “الإقناع” الذي يعتقدونه (مناهضو الإسلام) إلى مفهوم “الهداية” الذي لن يفهموه أبدا، وَهُم على أباطيلهم، ليتفوَّق الأسلوب الرّسالي النبوي حتى على نظرية (سكنر) رغم اتقانها وجودتها في التعليم.
أخيرا (فقد هيكلهم خصائصه) لتظل الشفرة النبوية المحمدية في التخطيط لغزا صعبا بل إعجازا لا يماثله تخطيطُ أعظم مؤسسات الفكر والسلطة على وجه الأرض بكامل طاقاتها التكنولوجية والرقمية، ما دامت لا تؤمن بالهداية الإلهية وتفصل الدين الحق عن مجالات الحياة، لتبقى هياكلهم عوجاء عرجاء مهما بلغت تقنياتها.

التعليقات مغلقة.