مازن و الحلوي قصة قصيرة تأليف : محمد كسبه
يمسك بيد والده في الطريق إلى المدرسة يسير حزينا منكسرا صامتا يحاول الأب أن يحمله لكنه يرفض فهو يحب السير في الشارع الواسع الممتد ليشاهد الاطفال في الطريق ، ينظر الي البيوت العالية ، تعجبه اصوات العصافير على الأشجار ، لكن تزعجه أشعة الشمس التي تسقط على عينه فيدير وجهه و يشير الصغير مازن ذو الخمسة اعوام إلى والده لينظر للمرأه الجميلة التي يحبها ولا يدري لماذا ؟ يتأمل ملامحها فهي شابة تبدو في الثلاثينيات من عمرها خمرية اللون تحمل الزهور الجميلة ، تضع نظارتها الشمسية السوداء فوق الإيشارب الخفيف الوردي الذي يغطي شعرها ، و تتدلي منه الخصلات الملتوية على جبهتها ، تعجبه ملابسها البنطال الأبيض الضيق ، البلوزة الوردية ، الحقيبة البيضاء ، الحذاء الابيض كما يراها دائما ، يريد ان يترك والده و يجري ليحضنها و يقبلها يشير إليها و يضحك و يغني يراه والده على هذه الحال و يتمالك نفسه و عيناه تكاد تذرف الدموع ، يصل مازن إليها ، يبتسم لها ، هي لا تهتم به ، كأنها لا تراه فهي تبتسم ، تقبل و تشير إلى طفلها الصغير في الناحية الأخري على باب المدرسة فينظر مازن هناك فلم يجد أحدا و ينظر إليها لا تهتم به ، يمر أمامها و يذهب إلى المحل على بعد خطوات مع والده فيشتري بعض الحلوي و يمر أمامها ، لكن في هذه المرة يقرر الطفل الصغير أن يسلم عليها و يسألها إلى من تشير فترد عليه إلى إبني على باب المدرسة فيخبرها أن لا أحد هناك فلا تهتم به و ما زالت تبتسم ، تشير ، ترسل القبلات ، ينظر اليه الأب و يحمله و يبكي ، يعبر به الطريق و ما زال مازن يشير إليها وهي لا تهتم به فيبكي ، هو لا يعلم لماذا يحبها ؟ .
تنظر الأستاذة مني من الشباك الذي يطل على باب المدرسة و تقول لزميلتها و هي تبكي مسكين مازن هو على هذا الحال منذ أن توفت والدته ، فهي في ذلك اليوم على الجانب الآخر من الطريق لم تلاحظ وجود سيارات تسير في الشارع فتركته يعبر الطريق ففعل و وقف على باب المدرسة و ظل يشير و يرسل القبلات لها ، لكنه فجأه إكتشف أنه لم يشتر الحلوي من المحل في الناحية الأخري من الطريق فعاد إليها سريعا فصدمته سيارة مسرعه فماتت الأم على الفور بسكته قلبية و أصيب مازن بكسور في يديه و ذراعيه و بعد أن تماثل للشفاء يراها و يتخيلها كل يوم .
التعليقات مغلقة.