الكاتب أبو كفّ صغير يكتب الفيل الضخم بونو من المجموعه قصصية انامل ترسم الربيع للروائي حسين رضا الششتاوى
الكاتب أبو كفّ صغير يكتب الفيل الضخم بونو من المجموعه قصصية انامل ترسم الربيع للروائي حسين رضا الششتاوى
يُحكى أنه في يوم من الأيام كان هناك رجل يسمى “خالد” كان
يحب الحيوانات وكانت عنده مزرعة، وفي هذه المزرعة كان يوجد
فيل يسمي “بونو”، كان بونو فيلًا لطيفًا، وكان لـ “بونو” صديق عزيز
يسمى "الفهد سمسم"
كان “بونو” حيوانًا عكس جميع الحيوانات؛ حيث كان يحب
الأطفال ويلعب معهم، ثم حدث شئ مفاجئ في يوم من الأيام..
يحكي بونو لنا قصته ويقول:
(كنت أحب الأطفال، ولكن الأطفال تؤذيني، وكنت أقول لهم
إنني أحبهم، لكنهم لم يكونوا يستمعون إلى حديثي وكانوا يتجاهلونني
و يضربونني و يقذفونني بالحجارة؛ حتى بكيت ذات مرة، ورآني “خالد”
صاحب المزرعة،
وقال لي: ما بك يا بونو؟
قلت له وأنا حزين: أنا أحب الأطفال ولكن الأطفال يكرهونني.
قال لي خالد: لا يا بونو، الأطفال نعمة أعطانا الله إياها، هم لا يكرهونك، هم
يخافون منك فقط، حاول التكلم معهم بلطف.
قلت له: وهو كذلك.
ثم ذهبت إلى صديقي سمسم وأخبرته بقصتي…
قال لي: أنا لا أحب الأطفال؛ لأنهم يكرهونني.
فقلت له: ولكن يا سمسم الأطفال نعمة يعطيها الله لأشخاص ويحرم منها
آخرين؛ فيجب على من أعطاه الله أطفالًا أن يحمد الله على هذه النعمة، وأنا
أحب الأطفال؛ لأنهم لطفاء، لكن ليس في جميع الأوقات لطفاء؛ فهم يؤذونني أحيانًا.
ثم ذهب “بونو” إلى صاحبه “خالد”، وحين عودته أصيب “بونو” بجرح في
ساقه، فرآه أحد الأطفال الذين كانوا يضربونه، وكان “بونو” يبكي من
شدة الألم؛ فساعده الطفل، فقال له “بونو”: لا تخف مني، إنني أحب
الأطفال ولا أؤذيهم.
فاعتذر الطفل لـ “بونو” على عدم فهمه، وشكر “بونو” الطفل، ثم عاد إلى
المزرعة.
وفي اليوم التالي ذهب “بونو” لصديقه “سمسم” وقصّ عليه الحدث الذي
حدث له حينما عاد إلى المزرعة…
فقال له “سمسم”: مازلت لا أحب الأطفال.
فقال له “بونو”: إن الأطفال كائنات لطيفة تحب المساعدة، وهي رحيمة وفي
قلبها الكثير من العطف والحنان.
فقال “سمسم”: هؤلاء الأطفال يؤذونني دائمًا.
فقال له “بونو”: حاول مصادقتهم بلطف، هم فقط يخشونك ولا يكرهونك.
فقال له “سمسم”: حسنًا يا صديقي، سوف أحاول.
في اليوم التالي ذهب “سمسم” إلى الوادي؛ لكي يجلب لنفسه بعض الطعام،
فوجد غصن شجرة معلّقًا على أقصى يسار الوادي، وكان يوجد عليه بعض
الطعام؛ فذهب “سمسم” ليجلب الطعام، وحينما كان يجلب الطعام سقط
“سمسم” من الوادي، لكن أمسك أحد “سمسم” قبل فوات الأوان، وفوجئ
“سمسم” بأن الذي أمسكه بسرعة طفل من أطفال القرية، فعندما رأى
“سمسم” الطفل شكره، وذهب إلى “خالد” -صاحب المزرعة-، وحدثه عن
الموقف الذي مر به…
فقال له “خالد”: يا سمسم، الأطفال لا يكرهون أحدًا، بل
على العكس، الأطفال تحب الحيوانات؛ لأنهم يطبقون حديث{ الرسول ﷺ}
عندما وصّانا بالرفق بالحيوان.
فقال له “سمسم”: لقد تغيرت وجهة نظري ناحية الأطفال، شكرًا لك يا خالد.
العبرة: هي أن الرفق بالحيوان شئ مهم، حيث وصانا الرسول ﷺ
وقال: (بينما رجل يمشى فاشتد عليه العطش فنزل بئرًا فشرب منها، ثم خرج
فإذا هو بكلب يلهث، يأكل الثرى من شدة العطش، قال: لقد بلغ هذا الكلب
مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه، ثم أمسكه بفيه، ثم رقي، فسقى الكلب، فشكر الله
له، فغفر له).
قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرًا؟ قال: (في كل كبد رطبة أجر).
لذلك عزيزي القارئ يجب أن تعلم أن الرفق بالحيوان شيء جميل
ويكون أيضًا طاعة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم.
التعليقات مغلقة.