بائعة للخضار قصة قصيرة بقلم منصور عبدالمقصود
الرابعة فجراً،والفجر على أعتاب الاعلان عن يوم اخر من أيامي المجيدات، الفجر صديقي الحميم ،والذي لا أمل انتظاره يوما بعد يوم ، ما يعتقده البعض ليس صحيحا فارتباطي بالفجر لا يمت الى التدين بصلة ،لكنه ارتباطا زمنيا فقط ،فمع وصوله علي أن ابارح فراشي واتهيء ليوم جديد ،لشمس جديدة تحمل معها تحديات جديدة ،الان وقت اطعام الماشية والطير ، وبعد قليل سأحلب البقرة ،واجهز طعام الإفطار ،فلن تذهب امي للسوق دون أن تشق ريقها بخبز بلل بالحليب ,ها هي قد استيقظت ،اسمع خرير الماء يداعب وجهها وهي تتوضأ للصلاة ،هذه السيدة العجيبة التي لا يبدأ يومها قبل أن تصلي الفجر ، لا تنظر إلى ولا تلقي حتى علي الصباح قبل أن تقوم بشراءعها السماوية ، تتبارك بتلك الشرائع ،كثيرا ما ارهقتني بنصاءحها التي لا تنتهي ، (إذا صلح ما بينك وبين الله ، أصلح ما بينك وبين الناس) ، وكان نجاحك مبهرا ، أتعجب حين استمع كل يوم لتلك النصائح التي لا تخرج من سيدة أعمال بل من مجرد بائعة للخضار على مشارف الطريق ، أي نجاح تتحدثين عنه واي صلاح تنسبين إليه نجاحك ايتها العجوز ، يا ألهي ، لا ينبغي علي أن اتناقش معك في هذا كل صباح ، اعلم أن ما ينبغي علي فعله هو أن أعينك في حمل الخضار إلى تلك الناصية ، وبعدها سأذهب إلى الجامعة ، فلست في حاجة لسماعها كل يوم ، لولا جلوسك هاهنا ، ما استطعت أنا أن أذهب إلى الجامعة ، أدرك كل مرة انك على حق ، كما أنني أدرك أيضا أنني لست صاحبة الذنب في ذلك، لماذا كتب علينا الشقاء وتصفينه انت نجاحا ،ولماذا ينعم غيرنا بالترف وتنعتيهم بالفشل، لماذا تسيطرين على قوانين الحياة فتنسبين إلى نفسك و فقرك النجاح ،وتنسبين الي غيرك وترفه الفشل ، بالله عليك هلا دعوتي لي مرة واحدة بالفشل،لعلك تكوني أكثر قربا من الله بعد التزامك بشراءعه،حمدا لله أن حديثي لن يصل إلى سمعك، فيصبح يومي ثقيلا من أوله ، أمي هلا انهيت صلاتك ، فقد سرقك الوقت ، امي لماذا تطيلين السجود إلى هذا الحد ، امي هيا الى العمل ،
امي
امي
امي .
التعليقات مغلقة.