جرس الباب بقلم حاتم السيد مصيلحي
جرس الباب
بقلم: حاتم السيد مصيلحي
قضى سعد لحظات طويلة ينتظر، يرهف السمع، ويتسمع الخطو، كلما سمع حفيفا أو فحيحا صدرت عنه التفاتة، وسرت في جسده قشعريرة، ظنا منه إنها قادمة، فهو يلتمس خطواتها التي يحفظها عن ظهر قلب، كلما غدت أو راحت، تحمل معها الأنس النفسي، والارتواء العاطفي، وتصيبه حسرة إن خاب ظنه، وطاش توقعه، ويعاود الكرة مرارا وتكرارا ملتمسا الأمل، يتذكر معها لفتاتها، وسكناتها، أو لازمة من لزماتها، أو إيحاءة من إيحاءاتها، ماأقساها من لحظات؟!
فما من يوم تركها تنتظره، بل كان هو من ينتظر لقاءها في سعيه إليها، يسرع الخطو، تسبقه روحه إليها سبقا ، في إسراء عجيب يناسق خطوه مع مد البصر، ويلتقى مع معراج يشقي الجسد به، وتسعد النفس وتتحرر من عقلها، فما إن وصل إلى نقطة المنتهى استأذن يدق جرس الباب في انتظار، يؤكده بإيقاعات عاجلة تنبئ بقدومه هو لا أحد غيره، حتى تتجلى عليه بوجهها فتنجلى عنه الهموم، وتتبدد الغيوم، ويخلد إلى نعيم مقيم..
وفجأة دق جرس الباب، فخف إليه يفتحه دون إبطاء، فوجد محصل الكهرباء يطالبه بقيمة الاستهلاك، فدفعها ومن ورائها الباب، محاولا استعادة فيض خاطره الذي بدده جرس الباب.
التعليقات مغلقة.