كغرفتك قصة قصيرة منصور عبد المقصود
دقت صافرة الانذار ، هرعنا أنا واخوتي إلى مكاننا المعهود ،اسفل السرير الكبير أما والدتي فقد سابقت الريح لتصل إلي مفتاح الكهرباء ،فأغلقته لنسبح في الظلام الدامس ، خشعت الاصوات فلم نسمع حتى همسا، لا صوت يعلو فوق صوت الراجمات،انا لست بخبير في معرفة أسماء الأسلحة لكنني سميتها هكذا لأنها تسوي البيوت بالأرض على أصحابها فيرجمون أحياء ، وعادة عندما يزول الخطر ينزل أهل المدينة من سلم منهم ،لتبدأ رحلة البحث عن أحياء أسفل الانقاض ،مازال الغاصب يدافع عن ما يحاول أن يقنع به نفسه قبل الآخرين ،القضاء على الإرهاب ،هكذا تم وصفنا جميعا إرهابيون،كان هذا الوصف يضايقني كثيرا فأحاول أن اقنع رفاقي أنهم كاذبون ، نحن على الأقل لا نملك السلاح، كما أننا لا نملك حتى ثمنا لشراء الطعام ، غاية الأمر أنهم سلبوا الارض ، وطالبونا بالرضوخ ،لكننا لم ولن نوافقهم على ذلك ،اثارهم أن مدينتي تقع بين البحر والنهر ، فاستكثروها علينا ، كيف لجماعة من الفلاحين والصيادين أن يعيشوا على هذه البقعة الساحرة،قال كبيرهم وقد ارتدى ثوب الوقار المزيف أمام التلفاز ، أبنائي واخوتي وأصدقائي ، عادة تكون هذه اللغة الذي يبثها للأخر ، ولكنه يأبى إلا أن يسبق حديثه معنا صوت الرصاص،،سيمنحنا أرضا غير الارض ، بل إن ما سيغتصبه منا سيمنحنا أضعاف اضعافه ،افرح كثيرا بذلك العرض ،واسأل والدتي ،لماذا تتمسكون ، بها لماذا تقاتلون لأجلها ،لماذا تقتلون بسببها ، لماذا لا تتحولون إلى الارحب والى الاحدث ،لماذا لا تشترون سلامتكم وسلامتنا، لماذا رضيتم لنا أن نحيا تحت الراجمات، وان يموت اصدقاؤنا أسفل الانقاض ، طالما أنه قد عرض عليكم الحل ،وسيمنحكم أضعاف مساحة أرضكم ،قالت امي سأخبرهم حتى يوافقوا على عرض المغتصب وسأقنعهم أن يوافقوا عليه لأجلك بشرط، أن تتنازل عن غرفتك وتنام في بيت جارنا ، رفضت رفضا شديدا لن اقبل التنازل عن غرفتي ولن أسمح أن يعيش بها غيري ، ضحكت والدتي وقالت ،هكذا الوطن يا بني، كغرفتك
التعليقات مغلقة.