كرامة : قصة غريبة لمستُها واقِعًا بقلم محمد عبدالرحمن كفرجومي

كرامة : قصة غريبة لمستُها واقِعًا بقلم محمد عبدالرحمن كفرجومي

منذ بضع عشرة سنةً ؛ التقيتُ طفلًا في الصف الأول الابتدائي تبدو عليه علامات البساطة وعدم الفهم و الإدراك ويظنه من يراه معتوهًا، حيث أنه محتاج لمن يرافقه في المدرسة والبيت والشارع وكل مكان على الدوام .. لكن المفاجأة أن هذا الطفل يحفظ القرآن غيبًا ولدى امتحانه من قبلنا – المعلمين-وجدنا أننا كلما ذكرنا له آية من القرآن الكريم كان يتلوها لنا مباشرة ويذكر لنا اسم السورة التي هي فيها..
وكنا نذكر له بداية آية مثلًا فيتُمّها دون تلكُّؤ مع ذكر رقمها وسورتها.. ونذكر له رقم آية ما في سورة ما فيتلوها مباشرة دون تلكُّؤ أيضًا..
والأغرب من هذا كله.. سألنا والده: كيف استطعت أن تجعل طفلك يحفظ القرآن وهو في هذا العمر المبكر( 6 أعوام ) وهو في هذه الحال من الضعف و عدم التركيز؟!
فأقسم بأنه لم يحاول تحفيظ ابنه القرآن الكريم ولم يرسله إلى مدرسة تحفيظ أو أية حلقة تحفيظ كونه يعتقد أن ابنه غير قادر على الحفظ في هذه السن المبكرة وفي هذه الحال التي هو عليها.. ولم يلقنه أحد أية آية من القرآن الكريم.. وبأنه اكتشف أن ابنه يحفظ القرآن الكريم مصادفةً..
و أضاف أن ابنه هذا منذ كان عمره أقل من ست سنوات كان يطلب من أسرته ألّا يقطعوا تلاوة القرآن الكريم عندما يسمعها من الفضائيات و أن يتركوه يستمع للتلاوة الكريمة .
هذا الطفل رأيته بأم عيني وسمعته يتلو القرآن بأذنيَّ ودون أخطاء ولم يتلقَّ القرآن عن أحد مطلقًا..
و الأغرب من ذلك.. أنه عندما يأتي أي شخص إلى المدرسة فنسأله عن اسم هذا الشخص فيذكره مباشرة وما كان يعرفه من قبل.. و يحفظ كل أسماء معلمي المدرسة الذين كانوا يتجاوزون الستين معلمًا ولم يلتقِ بالكثير منهم..
صدِّقوا أو لا تصدّقوا ..
و أعذر من لايصدِّق .. فأنا لو لم أرَ ذلك بعيني ولم أسمعه بأذني ما صدقت..
شيء أغرب من الخيال..
هل هذه كرامة أعطاها الله لهذا الطفل الصغير بدل الذي أصابه فيه ..؟! الله أعلى و أعلم..
سبحان الله و بحمده .. سبحان الله العظيم ..