قهوة المساء : البَرَكة بقلم الأستاذ داوود الاسطل
البَرَكَة تعني تكاثر الخير ونمائه واستقراره واستمراره ، وتكون في الأرزاق والأعمار والأعمال والاولاد والأزواج والأصدقاء والجيران والأقوال والأفعال .
والبركة تدخل على الشيء فتزيده واذا انتزعت من الشيء تبخسه وتقله فلا يثبت له نفعا ولا يدوم له أثر .
وابواب استجذاب البركة كثيرة ، لعل من أهمها عشرة أبواب من أعمال الخير التي بها تحل بركة الله التي أصلها رضاه سبحانه وتعالى على صنيع خلقه .
أولاً : القراءة
القراءة هي توسيعٌ لمدارك الإنسان واتساع رقعة فهمه وإلتماسا لما في الكون من معارف وأسرار ، وهي تراكم لأفكار الناس المتواترة والتي يستفيدون من معارف بعضهم بعضا وخير ما نقرأه هو كتاب الله ( القرآن الكريم ) والسنن النبوية الصحيحة ، فقراءة القرآن بتفكرٍ وتدبر تزيد البركة في العمر وفي العمل .
ثانياً : الذكر
مما يزيد البركة ، اتساع رقعة ذكرك لصاحب الفضل الأول ، ولتبدأ كل أعمالك باسم الله تعالى لتحل فيه البركة ، ويجلب الخير ، ومن الذكر الاستغفار والصلاة وأبواب الذكر المختلفة التي لا حصر لها ، والصلاة على النبي تجلب البركة ، ومن ناحية أخرى ذكر اصحاب الفضل التي تجري على أيديهم المصالح وتقضى بواسطتهم الحوائج وهو حفظ لحقوقهم واقرارا بجميل صنيعهم .
ثالثاً : الصلة
إن التواصل بين الناس يجلب المحبة والبركة وخاصة صلة الأرحام والتودد إليهم وصلة الجيران والأقارب والأصدقاء والزملاء لما في ذلك من تبادل للمنافع والمعارف وقضاء للحوائج ومعرفة للاحوال المعيشية والنفسية يترتب عليها المساعدة والتراحم والتعاضد والتكافل .
رابعاً : الكَّسب
الكسب الحلال يجلب البركة والرضى ، وإن قل والكسب الحرام ماحقٌ لصاحبه وإن كثر فمآله الى زوال ، ولعل أهم أنواع الكسب هو ما تكسبه بساعدك دون ان تمد عينيك الى ما عند الناس ، فتحل البركة ، ويكفي المال ويزيد ويصلح الأولاد في أجسامهم واعمالهم وعلمهم
خامساً : الأوقات
البركة في الوقت ، الإنسان يسعى ويتخير الأوقات المناسبة للسعي وعليه أن يقدر تلك النعمة فلا يقضيها في اللهو ، ومن الاوقات ما يستحب فيه الدعاء والتقرب الى الله ، وأبواب ذلك كثيرة ومعلومة ، فلنغتم أوقاتنا بشكل صحيح ، ولنحافظ من خلالها على أبداننا وأعمالنا وقرباتنا ودعائنا .
سادساً : الشكر
أول الشكر هو الشكر على النعم ، وأولى الشكر هو شكر الله ، ويكون بعد كل عمل وفقك الله فيه وهداك اليه ، كما أن الشكر موصول الى الناس ، لأنهم سببا في مساعدتك ، وشكرهم يكفل لك استمرار عطائهم ففيه رضى أنفسهم وحفظ فضلهم .
سابعاً : الصدقة
المال لا ينقص بالصدقات بل يزيد ببركة الإنفاق ، فالتوسعة على الناس وتفريج كرباتهم يجلب السؤدد وعلو اليد وتواضع النفس وحياء الجبين وحسن الخلق .
ثامناً : الزواج
الزواج مجلبة للرزق واحلالا للبركة ففيه السكينة والهدوء والمودة ، ويبنى عليه الاستقرار والزيادة ، وتكتمل به رجولة الرجل وأنوثة الأنثى ، وبه تكبر الاسرة والقبيلة والمجتمع .
تاسعاً : الجود والكرم
اطعام الطعام والكلمة الطيبة والابتسامة في وجوه الناس والشجاعة والإيثار ومساعدة الآخرين والاهتمام كلها من كرم الانسان على أخيه الانسان فيجود باغلى ما عنده ، فيكبر في عيون الناس وتحل البركة في ماله واعماله وعياله ، واطعام الطعام يقرب القلوب ويبعد شبح الخبانة والغدر .
عاشراً : الإبتعاد عن المعاصي والمحرمات
وكأننا نقول بأن تسعة أبواب تجلب الخير والبركة وكلها في مرضاة الله سبحانه ، وهذا ينطبق على الناس كافة برهم وفاجرهم ، وما يمحق هذا الخير الكثير هي المعاصي وارتكاب الجرائم واقتراف المحرمات التي تذهب بالعقول والابصار .
فإن كنت لابد فاعلا ، فلا تجعل الله أهون الناظرين اليك ، وان وقعت فيها فسارع بالتوبة والرجوع عن الذنوب وارجاع الحقوق الى أصحابها .
فلسطين – غزة
12/11/2021
التعليقات مغلقة.