الخلط بين الأدوار مشاكل موقوتة بـ قلم أسـمـاء الـبـيـطـار
الخلط بين الأدوار مشاكل موقوتة بـ قلم أسـمـاء الـبـيـطـار
بعد أن يتوفى الأب نجد الكثير من الأبناء في هذا الفضاء يبعثون برسائل شكر إلى أمهاتهم لأنها قامت بالدورين معا !
أو تجدهم يقفون في وجه أهل أبيهم إذا حدث شيئاً مس أمهم
و بدون وعي يقللون من دور أبيهم في حياتهم بعد وفاته و ينسبون الفضل إليها .
من أين أتت هذه الفكرة في حياتنا الإجتماعية و الشرقية ؟
من قال أن العبء الزائد فوق أكتاف المرأة تحت أي ظرف ميزة ؟
من قال أن تنازل بعض النساء عن أنوثتهن و شبابهن و قتل غرائزهن شيء مباح للتباهي به من قِبل الأبناء ؟
من قال أن المرأة التي تقوم بالدورين سواء في وجود زوجها أو بعد وفاته برضاها أو مرغمة ، من العادات و التقاليد و كلام الناس
سينتهي بها الحال سليمة نفسياً و جسدياً ؟
من يُجزم أنها بعد أن تُكرث حياتها لأبنائها ستجد منهم الرحمة و العطف و البر ؟
من قال أنها لا تشتاق إلى إنوثتها و ممارسة حقها الطبيعي فيها ؟
من أعطى الحق لإضطهادها و النظر إليها بطريقة سلبية
لمجرد أنها فكرت أن تتزوج بعد الطلاق أو بعد وفاة الزوج ؟
من فكر أن يضغط عليها بحرمانها من أبناءها و جعَلها تقتل مشاعرها
و في بعض الأحيان يدفعها إلى طريق لا عودة منه بوضع العادات فوق أنفاسها ؟
في شرع من يُقضى على حقها و يُقلل من شأنها إذا فكرت أن تعيش كإنسان له كامل الحرية في التصرف في حياته بصورة شرعية و طبيعية ؟
من أعطى الحق للأبناء أن يحاسبوا أمهاتهم إذا حاولن مُجرد التفكير في الزواج مرة أخرى لتعف نفسها ؟
خلق الله حواء من ضلع آدم ، فهي بأي فطرة سليمة جزءاً منه ،
جزء من هذا الكيان الذي خُلق لاحتوائها و احتواء ضعفها .
و لكي نكون منصفين لبعض الأبناء
بعضا من الأمهات تكون سببا رئيسيا في فشل الحياة الزوجية لأبنائها سواء ذكور أو إناث .
فجزئا كبيرا من أسس تربيتها لهم يقوم على غرس عامل التضحية في نفوسهم
و إنها ” دفنت نفسها بالحيا ” من أجلهم
فيجعلها الولد فوق زوجته سواء كانت على حق أم لا .
مما يثير المشاكل الدائمة بين الزوجين و أحياناً كثيرة تنتهي بالطلاق .
أما عن البنت فدائماً تكون في حالة حيرة بين طاعة الزوج ، و الرضوخ لتحكمات الأم .
كثير من الأمهات تنتابهن حالة من الأناية إذا وجدن أبناءهن في أحضان غيرهن .
فبعد أن ربت و كبرت و نسيت نفسها من أجلهم يتركوها هكذا بكل بساطة !
و بعض من الأمهات -عفواً -تربط أبناءها بجانبها ” بلغة الأمر ” و تقف عقبة أمامهم إذا فكروا في الزواج .
العادات في الكثير من الحالات و الأحيان تتعدى بشكل صارخ على الشرع و الحقوق الإنسانية و الشرعية التي تغنينا عن الوقوع في الكثير من المشاكل في المستقبل القريب و البعيد .
الكثير من المشاكل في مجتمعنا الشرقي أسبابها عُقد نفسيه تربت بداخلنا دون وعي حقيقي .
خلق الله آدم و جعل له القوامه و خلق منه حواء لتكون له سكناً
و جعل بينهما المودة و الرحمة لتستقيم الحياة .
ربوا أولادكم على المفاهيم الصحيحة ، لأن كل ما يحدث من مشاكل بسبب الخلط بين الأدوار و المفاهيم .
ضعوا كل إنسان في مكانه الصحيح و إعطوا كل ذي حق حقه حتى تستقيم الأمور .
كانت الزوجة في الماضي القريب تُساعد زوجها .
و لكننا لم نسمع أنها أصبحت رجلا للبيت في حياته أو بعد وفاته .
و لن تخلوا ساحات المحاكم من قضايا الطلاق إلا إذا فهم كلا الطرفين دوره في هذه الحياة .
التعليقات مغلقة.