الدرس الأخير…
أحمد فؤاد الهادي
مقال
ــــــــــــــــــــــــــــــ
لعل الدرس الأخير في حياتي قد تلقيته بعد الخروج من دوائر العمل، حيث تعلمت أنني كنت مخطئا عندما اعتقدت أن دائرة المعارف والأصدقاء التي تحيطني متسعة ومتاح لي التحرك خلالها في أي اتجاه شئت، فهنا أصدقاء وهناك معارف وهؤلاء أقرباء وغيرهم الكثير، وبحسن نوايا، اتصلت بأحدهم فلم يرد، فالتمست له العذر وتوقعت أنه سوف يطلبني عندما تسمح ظروفه عندما يري اتصالي على شاشته، ولما مر يوم ويومين دون أن يتصل فقد راودني خوف عليه، فأعدت الاتصال، وأيضا لم يرد، فازداد قلقي عليه وسارعت بالكتابة إليه خلال أنواع الرسائل المتاحة، وأخيرا رد، ليس ليطمئنني ولا ليشكرني ولا حتى يجاملني، ولكنه رد برسالة محملة بالعصبية والغضب واللوم! وكأنني قد لعنته في رسالتي وأهنته باتصالي به مرتين خلال ثلاثة أيام، وكأنه لم يكن يوما صديقا ولا رفيقا، وخرج ولم يعد.
فلما تكرر نفس السيناريو تقريبا مع ثلاثة أو أربعة من هؤلاء، أدركت أنني في مدرسة الحياة أتلقى درسا وعلى أن أعيه وأفهمه جيدا، وكان عنوان الدرس:
إنما الناس المصالح ما بقيت.. فإن هم قضيت مصالحهم ذهبوا.
وأنا لا أبث شكواي من أحد إلى أحد، فقط وجدت أنه من الأمانة أن أنبهكم قبل أن تدرككم هذه المرحلة، فلا تُفْرِطوا في التفاؤل بدوام العلاقات حتى لا تحزنوا على ما فات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد فؤاد الهادي ـ مصر
التعليقات مغلقة.