في جهاد الصحابة.. الحلقة\ 584 ربعي بن عامر بن خالد التميمي في السفراء فوق العادة “.. بقلم / مجدي سـالم
في جهاد الصحابة.. الحلقة\ 584 ربعي بن عامر بن خالد التميمي في السفراء فوق العادة “.. بقلم / مجدي سـالم
سادسا.. في الروايات عما كان قبيل القادسية…. منقول..
- روى ابن جرير حدثني محمد بن عبد الله بن صفوان الثقفي.. حدثنا أمية بن خالد.. حدثنا أبو عوانة.. عن حصين بن عبد الرحمن.. قال: قال أبو وائل: جاء سعد حتى نزل القادسية ومعه الناس . قال: لا أدري لعلنا لا نزيد على سبعة آلاف أو ثمانية آلاف.. بين ذلك.. والمشركون ثلاثون ألفا ونحو ذلك..
فقالوا: لا يد لكم ولا قوة ولا سلاح.. ما جاء بكم ؟ ارجعوا.. قال: قلنا: ما نحن براجعين.. - فكانوا يضحكون من نبلنا.. ويقولون: دوك دوك.. وشبهونا بالمغازل . فلما أبينا عليهم أن نرجع.. قالوا ابعثوا إلينا رجلا منكم عاقلا يبين لنا ما جاء بكم.. فقال المغيرة بن شعبة: أنا.. كما تقدم..
فعبر إليهم فقعد مع رستم على السرير فنخروا وصاحوا.. فقال: إن هذا لم يزدني رفعة ولم ينقص صاحبكم.. - فقال رستم: صدق.. ما جاء بكم ؟
- فقال: “إنا كنا قوما في شر وضلالة.. فبعث الله فينا نبيا.. فهدانا الله به ورزقنا على يديه.. فكان فيما رزقنا حبة تنبت بهذا البلد.. فلما أكلناها وأطعمناها أهلينا.. قالوا: لا صبر لنا عنها.. أنزلونا هذه الأرض حتى نأكل من هذه الحبة . فقال رستم: إذن نقتلكم . قال: إن قتلتمونا دخلنا الجنة.. وإن قتلناكم دخلتم النار.. أو أديتم الجزية”. قال: فلما قال: أو أديتم الجزية.. نخروا وصاحوا وقالوا: لا صلح بيننا وبينكم.. فقال المغيرة: تعبرون إلينا أو نعبر إليكم ؟ فقال رستم: بل نعبر إليكم.. فاستأخر المسلمون حتى عبروا.. فحملوا عليهم فهزموهم..
- وذكر سيف أن سعدا كان به ألم في عرق النسا يومئذ.. وأنه خطب الناس وتلى قوله تعالى:
“ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون” [ الأنبياء: 105 ]..
وصلى بالناس الظهر.. ثم كبر أربعا.. وحملوا بعد أن أمرهم أن يقولوا: لا حول ولا قوة إلا بالله.. ثم ذكر الحديث في طردهم إياهم.. وقتلهم لهم.. وقعودهم لهم كل مرصد.. وحصرهم لبعضهم في بعض الأماكن حتى أكلوا الكلاب والسنانير.. وما رد شاردهم حتى وصل إلى نهاوند.. ولجأ أكثرهم إلى المدائن ولحقهم المسلمون إلى أبوابها..
سابعا.. في دعوة كسرى يزدجرد إلى الإسلام.. منقول..
- وكان سعد قد بعث طائفة من أصحابه إلى كسرى.. يدعونه إلى الإسلام والإيمان بالله قبل الوقعة.. فاستأذنوا على كسرى.. فأذن لهم..
- وخرج أهل البلاد ينظرون إلى أشكالهم.. وأرديتهم على عواتقهم.. وسياطهم بأيديهم.. والنعال في أرجلهم.. وخيولهم الضعيفة.. وخبطها الأرض بأرجلها.. وجعلوا يتعجبون منهم غاية العجب.. كيف مثل هؤلاء يقهرون جيوشهم مع كثرة عددها وعددها..
- ولما استأذنوا على الملك يزدجرد أذن لهم وأجلسهم بين يديه.. وكان متكبرا قليل الأدب.. ثم جعل يسألهم عن ملابسهم هذه ما اسمها ; عن الأردية.. والنعال.. والسياط.. ثم كان كلما قالوا له شيئا من ذلك تفاءل.. فرد الله فأله على رأسه..
- ثم قال لهم: ما الذي أقدمكم هذه البلاد ؟ أظننتم أنا لما تشاغلنا بأنفسنا اجترأتم علينا ؟ !
- فقال له النعمان بن مقرن: ( إن الله رحمنا فأرسل إلينا رسولا يدلنا على الخير ويأمرنا به.. ويعرفنا الشر وينهانا عنه.. ووعدنا على إجابته خير الدنيا والآخرة.. فلم يدع إلى ذلك قبيلة إلا صاروا فرقتين ; فرقة تقاربه وفرقة تباعده.. ولا يدخل معه في دينه إلا الخواص.. فمكث بذلك ما شاء الله أن يمكث.. ثم أمر أن ينبذ إلى من خالفه من العرب ويبدأ بهم.. ففعل.. فدخلوا معه جميعا على وجهين ; مكروه عليه فاغتبط.. وطائع أتاه فازداد.. فعرفنا جميعا فضل ما جاء به على الذي كنا عليه من العداوة والضيق.. وأمرنا أن نبدأ بمن يلينا من الأمم فندعوهم إلى الإنصاف.. فنحن ندعوكم إلى ديننا.. وهو دين حسن الحسن وقبح القبيح كله.. فإن أبيتم فأمر من الشر هو أهون من آخر شر منه; الجزاء.. فإن أبيتم فالمناجزة.. وإن أجبتم إلى ديننا خلفنا فيكم كتاب الله.. وأقمناكم عليه على أن تحكموا بأحكامه ونرجع عنكم.. وشأنكم وبلادكم.. وإن اتقيتمونا بالجزي قبلنا ومنعناكم.. وإلا قاتلناكم )..
- فتكلم يزدجرد فقال: إني لا أعلم في الأرض أمة كانت أشقى ولا أقل عددا ولا أسوأ ذات بين منكم.. قد كنا نوكل بكم قرى الضواحي فيكفوناكم.. لا تغزوكم فارس ولا تطمعون أن تقوموا لهم.. فإن كان عددكم كثر فلا يغرنكم منا.. وإن كان الجهد دعاكم فرضنا لكم قوتا إلى خصبكم.. وأكرمنا وجوهكم وكسوناكم.. وملكنا عليكم ملكا يرفق بكم.. فأسكت القوم..
- فقام المغيرة بن زرارة فقال: أيها الملك.. إن هؤلاء رءوس العرب ووجوههم.. وهم أشراف يستحيون من الأشراف.. وإنما يكرم الأشراف الأشراف.. ويعظم حقوق الأشراف الأشراف.. وليس كل ما أرسلوا له جمعوه لك.. ولا كل ما تكلمت به أجابوك عنه.. وقد أحسنوا.. ولا يحسن بمثلهم إلا ذلك.. فجاوبني فأكون أنا الذي أبلغك ويشهدون على ذلك ; إنك قد وصفتنا صفة لم تكن بها عالما…. نكمل غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.