موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“اعمل الخير و ارميه البحر”

1٬370

اعمل الخير و ارميه البحر 


سامح خير

استيقظت كعادتى مبكراً حيث أنى المسئول عن توصيل اولادى إلى المدرسة و توجهت بعدها الى عملى و هذا اليوم كنت فى طريقى إلى مدينة تبعد عن المدينة التى أعمل بها مسافة تسعين دقيقة لمقابلة أحد العملاء فى محاولة أخيرة يائسة لتعديل قرار كان قد أتُخذ لمصلحة أحدى الشركات المنافسة و الذى قد يؤدى إلى خسائر متلاحقة إذا لم يتم تدارك الأمر سريعاً… كنت قد أستنفذت انا و زملائى بفريق العمل كل الوسائل و الطرق المتاحة لتعديل هذا القرار و لكن للأسف كنا دائماً نرجع حاملين خُفى حُنين بعد كل هذه المحاولات… صارت هذه المشكلة تؤرقنى حتى وأنا نائم بكوابيس مزعجة و لكن فى وسط كل هذه الأجواء الملبدة بالغيوم كان صوت بداخلى يحادثنى قائلاً لى ( لا تيأس) فالله لا يضيع أجر من أحسن عملاً…
المهم، قدت سيارتى و طفقت أستمع نشرة الأخبار منتظراً فقرة حظك اليوم لعله يكون فأل حسن فى بداية يوم جديد، و لكن للأسف لم يكن موفقاً يومها خبير الفلك بتشجعيه لمواليد برج العقرب…و فى منتصف الطريق وجدت نفسى أدخل إحدى محطات البترول لشراء كوباً من القهوة بدون حاجتى للتزود بالوقود على غير عادتى!!! حيث إنى فى العادة اذهب لشراء كوب القهوة فقط إذا كنت بداخل المحطة بغرض التزود بالوقود…
هممتُ مجدداً لركوب سيارتى و إستكمال الطريق فإذا برجلٍ عجوز تنطق تجاعيد وجهه بأنه بأواخر السبعينات من عمره مرتدياً جلباباً بسيطاً يُلوح للسيارات الخارجة من المحطة و لكن ليس من يبالى… أوقفت سياراتى بجانبه و سألته إذا كان بإمكانى المساعدة فطلب منى أن أأخذه معى بالسيارة مسافة ١٠ كيلومتر على طريقى، فطلبت منه الصعود إلى السيارة مرحباً به…خلال تلك العشرة كيلومترات لم أجد من الحديث ما أشارك به رفيقى بالطريق…مرت عشرة دقائق و أنا أستمع للمذياع حتى طلب منى التوقف لإنزاله و شكرنى بدعائه لى و كانت هذه الكلمات الوحيدة التى دارت بيننا خلال تلك الفترة…
أستمريت فى القيادة حتى وصلت الى مكتب العميل بعد حوالى ٦٠ دقيقة من وداعى لرفيقى السبعيني… و هنا كانت المفاجأة، فإذ بهذا العميل يقول لى بالحرف ( أنت إبن حلال، مشكلتك اتحلت من ساعة بالظبط) و بدأ يشرح لى تفاصيل ما حدث و أنا فى إندهاش و فرحة غامرة لا توصف كفرحة طفل بلعبته الجديدة… تفاصيل صغيرة جداً كانت كفيلة بغلق ملف عجزت عن كتابة كلمة النهاية السعيدة به حتى اللحظة التى أخبرني عميلى أن الموضوع أغلق اليوم لصالحك!!
لشدة فرحتى بما أسمع لم أجد الوقت الكافي لربط الأحداث ببعضها حتى صار المساء و كنت أقود سيارتى بمفردى و أبتدأت أراجع أحداث اليوم و ربطت ما بين لحظة ركوب رفيقى لسيارتى و لحظة حل المشكلة فوجدت أن ما عجز عن إنجازه الكثير من خبراء المجال، أنجزته دعوة رجل بسيط، و قد تكون تلك الدعوة النابعة من القلب هى كل ما يملك من حطام الدنيا…
من يراجع أحداث حياته، سيجد بكل يوم عشرات المواقف التى قد تستحق هذه اللحظة من التأمل و التى قد تكون أكثر إسعاداً لك من مكسب اليخت الفضى الذى طالما حلمت به منذ طفولتك!

التعليقات مغلقة.