موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

نائب البرلمان بقلم ابراهيم مصري النهر

183

نائب البرلمان بقلم ابراهيم مصري النهر


ركب سيارته الفارهة ليؤدي واجب العزاء، القرية كأغلب قرى المركز طريقها ترابي، غاصت إطارات السيارة ولم يستطع أن يصل بها إلى مكان المأتم، تركها مغروسة وترجّل.

دخل سرادق العزاء وهو يجر عباءته خلفه ويلف حول عنقه الشال الكشمير، وينتعل حذاءً يعكس الأضواء.. هرع إليه الناس يصافحون ويعانقون ويفسحون له المكان.

سألت عنه أحد المعمرين بجانبي، نظر إليَّ بحاجبين مرفوعين مستنكرا: ألا تعرفه (فلان الفلاني) عضو مجلس النواب عن دائرتنا منذ قرابة الأربع سنوات، لقد أوشكت دورته على الانتهاء، كيف لا تعرفه؟!
ثم هز رأسه وقال: عندك حق، فمنذ دعايته الانتخابية لم نره إلا الآن، كان الله في عونه، مشاغله كثيرة.
قلت له: بل قل دورته أوشكت على الانتهاء ومجيئه دعاية انتخابية لدورة جديدة، ليس كما تظنون للمواساة وأداء واجب العزاء.
قال: (لا لا يا بني ماتقلش كدا، دا كفايه علينا وشه البشوش ولما تروح له بيته يقابلك أحسن مقابلة، هو صحيح مابيعملش حاجة بس أهو منا وعلينا واللي نعرفه أحسن من اللي مانعرفوش)
وما أن جلس على كرسي من الكراسي المذهّبة -جاءوا بها خصيصا لوجهاء المجتمع- إلا وسلَّط مصور الفيديو الكاميرا عليه لتبث صوره على شاشات السرادق، وتزاحم عليه المعزون لأخذ صور تذكارية معه، وجاءه الجارسون بقارورة المياة المعدنية المثلجة وفنجان القهوة.
احتسى القهوة وهو يتمايل برأسه كالمنتشي بالتلاوة، ويعبث بأصابعه في مسبحة بيضاء تعكس ضوء القناديل المدلاة فوق رؤوسنا.

أقبل عليه أخو الميت مهرولا ومرددا: (شكر الله سعيك يا معالي الباشا، معزى أخي اللي روحت لسعاتك عشان تجيب له قرار علاج على نفقة الدولة من شهر، خلاص مات ماتتعبش نفسك، أنا عارف إن مشاغلك كتيرة كان الله في العون)

عند خروجه؛ خرجوا خلفه ليُخرِجوا له سيارته المغروسة، بعدما أخرجوها أخرج لهم يده من النافذة بحزمة من اعلانات الدعاية للدورة القادمة، وتحرك مثيرا للغبار، وهم يُلوِّحون له ويرفعون صوره، ويهتفون: إن شاء الله ناجح في انتخابات الدورة القادمة يا معالي الباشا.
د. ابراهيم مصري النهر

التعليقات مغلقة.