موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

في جهاد الصحابة.. .. الحلقة\ 592.. القعقاع بن عمرو التميمي بقلم / مجدي سـالم

256

القعقاع بن عمرو التميمي في معركة الجسر – إن للباطل جولة “..

أجواء الإعداد لمعركة الجسر وسير القتال: (نكمل)

  • 9- ولكي يضفي رستم أهمية خاصة على هذا الجيش المدرع أعطاه راية الفرس العظمى واسمها (دارفن كابيان).. وكانت مصنوعة من جلد النمور.. وكانت هذه الراية لا تخرج إلا مع ملوكهم في معاركهم الحاسمة وكان أبو عبيد يتابع عبر استخباراته التحركات العسكرية للفرس.. فوصلته أخبار الجيش الجرار الذي أعده رستم لمحاربة جيش المسلمين.. وكانت المنطقة صالحة للقتال وتلائم الأسلوب القتالي لجيش المسلمين…. ولكن أبا عبيد رأى أن يعبر الفرات ناحية الحيرة.. وعسكر على مقربة من نهر الفرات على أطراف الصحراء.. وهذا المكان أفضل مكان للقتال؛ لخبرة المسلمين في قتال الصحراء ولسهولة الكر والفرّ .
    10- نزل الفرس بقيادة بهمن جاذويه على الشاطئ الشرقي لنهر الفرات المقابل.. وأرسل برسول من عنده إلى القائد أبي عبيد.. وكان هذا الرسول من دهاة الفرس واسمه (مرادتشاه) قائد سلاح الدروع.. وكانت فحوى الرسالة (إما أن تعبروا إلينا وندعكم تعبرون وإما أن تدعونا ونعبر إليكم)..
    11- فعقد أبو عبيد مؤتمرًا مع قادة جيشه للتشاور في عرض الفرس.. فأجمع قادة الجيش على ترك الفرس يعبرون لهم؛ لأن أرض المعركة ستكون أوسع وأسهل لحرب الصاعقة التي يجيدها المسلمون.. وحتى يسهل قدوم الإمدادات للمسلمين.. وكان الاتفاق تاماً على أن المسلمين لو عبروا للفرس فسوف يحشرونهم في مكان ضيق حيث سيكون من ورائهم حاجز مائي خطير هو نهر الفرات (وكانت اوامر عمر رضي الله عنه تقضي بأن لا يكون بينه وبين جيش المسلمين نهر) والزاخر بالمياه الهادرة
    11- ولكن أبا عبيد القائد العام فاجأ الجميع برفض هذا الرأي.. والإصرار على العبور إلى الفرس عندما قال: “لا يكونون أجرأ منا على الموت بل نصير إليهم” !! ولقد صدم قرار أبي عبيد قادته.. فهو قرار مبني على الشجاعة فقط دون النظر لباقي المعطيات والظروف المحيطة بالأمر.. فناشدوه.. ومنهم الصحابي الجليل سليط بن قيس البدري.. ألا يعبر لهم لخطورة العبور ولكن أبا عبيد أصر على رأيه فأمر بعقد جسر يمر عليه المسلمون للطرف الشرقي من النهر..
    12- بمجرد أن تكامل المسلمون على الشاطئ الشرقي هجم الفرس بكل قواتهم.. خاصة سلاح الفيلة على المسلمين.. ولم تكن خيل المسلمين قد رأت فيلة من قبل فنفرت منها بشدة وهربت في كل مكان.. وبذلك تعطلت أقوى أسلحة المسلمين وهو سلاح الفرسان.. وقامت الفيلة بتمزيق صفوف المسلمين.. وأوقعت خسائر بالغة بهم..
    13- وعندها أمر القائد العام أبو عبيد بالتعامل مع الفيلة فنادى في أبطال المسلمين (احتوشوا الفيلة) أي أحيطوا بها واقطعوا أحزمة بطنها ليقع ما عليها من قادة.. وكان أبو عبيد كما قلنا من أشجع الناس فكان هو أول من نفذ ما أمر به المسلمين.. وبالفعل تم للمسلمين ما أرادوا وقطعوا أحزمة جميع الفيلة..
    14- وقد استمر القتال شديداً بين الطرفين.. وبرز تأثير الفيلة على مسير المعركة من خلال أعداد المسلمين الذين قتلتهم الفيلة.. وعندها قرر أبو عبيد أن يقوم بعمل بطولي نادر لا يجرؤ عليه أحد إلا من كان مثله.. فسأل عن نقطة ضعف الفيل التي تؤدي إلى قتله.. فقالوا له: خرطومه؛ فاختار فيلاً أبيض اللون كان قائداً للفيلة.. ونادى في المسلمين (يا معشر المسلمين إني حامل على هذا المخلوق – يعني الفيل الأبيض – فإن قتلته فأنا أميركم.. وإن قتلني فأخي الحكم أميركم.. فإن قتل فولدي وهب) ..
    15- ثم عد سبعة من القادة آخرهم المثنى بن حارثة.. ثم حمل في بطولة نادرة على الفيل الأبيض والذي كان مدربًا على فنون القتال فاتقى ضربات سيف أبي عبيد وألقاه على الأرض وداسه بأقدامه فاستشهد القائد أبو عبيد.. وقاتل المسلمون على جثته حتى لا يأخذها الفرس..
    16- ثم تولى أخوه الحكم مكانه ولكنه سرعان ما استشهد.. ثم ولده ثم الذي بعده حتى استشهد ستة من الذين عينهم أبو عبيد..
    17- فتسلم الراية أسد العراق المثنى بن حارثة الذي حاول تصحيح الوضع حتى حدث ما لم يكن في الحسبان.. إذ بينما كان المثنى ينظم صفوف جيشه ويدعو الفارين للثبات سارع رجل من بني ثقيف اسمه (عبد الله بن مرثد الثقفي) إلى الجسر فقطعه.. وتعصب مجموعة من بني ثقيف لفعلته.. ونادوا في المسلمين (موتوا على ما مات عليه أمراؤكم أو تظفروا).. وفرح الفرس بهذه الفعلة.. وركزوا هجومهم على المسلمين ليفنوهم بالكامل.. وكان تركيزهم أشد على ناحية الجسر المقطوع حتى لا يصلحه أحد.. فوقع الاضطراب الشديد في صفوف المسلمين.. وفر الكثير منهم وألقوا بأنفسهم في نهر الفرات.. وكان أكثرهم لا يعرف السباحة فغرق منهم ألفان.. ..
    18- ولما رأى المثنى هذه الكارثة المروعة التي حلت بالجيش انتخب كتيبة بقيادته وأسرع لاصلاح الجسر المنهار.. وكان المتهور عبد الله بن مرثد الثقفي قد وقف عند الجسر ليمنع المسلمين من الفرار.. .. ألم نقل لجضراتكم من قبل أن التوحات لم تكن نزهة ولا مفروشة بالورود.. .. نكمل غدا إن شاء الله..

التعليقات مغلقة.