الخبر السببي…د. وجيهة السطل
سمعنا بالنعت السببي والحال السببية،وتعلمناهما وعلمناهما. فما رأيكم في طرح جديد لثالثهما،
الخبر السببي؟؟وما أذكر من قال به أو تعرض له في كتب النحو،وليصوبني من يراني مخطئة ،وسأسعد حين أعلم أن طرحي قد وافق فكر أساتذتي علماء النحو قديما أو حديثا.
لنتأمل الأمثلة التالية، وقد مرت أمثالها بكم جميعا طلابا أو أساتذة ومدرسين .
- الحديقة عالية أسوارها.
- الفتاة شجي صوتها.
- المدرسون طويل صبرهم.
- الأمهات كثيرة تضحياتهن.
- الشاعر رائعة قصيدته .
- الطفلة جميل شعرها.
- الكتاب ممزقة صفحاته
- القضية كثير محاموها
كل هذه جمل اسمية.لو سألتكم مانوع الخبر؟ لانحصرت الردود في اتجاهين.
أحدهما يرد الخبر مفرد. والاخر يرد الخبر جملة اسمية تقدم خبرها على اسمها.
ونرى أنه لا موجب لتقدم الخبر،فليس حالة من حالات الوجوب. وكذا فالجواز أيضا غير مستحب لأنه لاضرورة له، بلاغية، ولا عروضية،احتاجها شاعر لسلامة موسيقى الشعر.
كذلك فإن الوجه الثاني لايستقيم في الجملة الأخيرة، لأن التطابق غير موجود في حالة خبر المبتدأ جملة اسمية.فلا يصح قولنا:محاموها كثير.
وأقول الجواب في مثل هذه الجمل فقط: الخبر مفرد.
ولو نظرنا إلى علاقة المبتدأ بالخبر،في الجمل السابقة من حيث التطابق.
لوجدنا أن العلاقة ملغية تماما. وإن بدت (عالية)في الجملة الأولى ،مطابقة للحديقة في التأنيث، فإن المخبر عنه بالعلو هي الأسوار لا الحديقة.
ولننظر إلى بقية الجمل، نجد الشأن نفسه فالمخبر عنه هو ماتلا الخبر لا ما سبقه.
نلاحظ أيضا أن ألفاظ الأخبار كلها، مشتقات عاملة عمل فعلها،
- إذتحقق لها شرطا الإعمال ،وهو الحالية والاعتماد على مبتدأ-
وقد جاءت بصيغة المفرد.وطابقت ما بعدها في النوع من حيث التذكير والتأنيث، ولازمت صيغة المؤنث عندما جاء معمولها جمع تكسير
قولنا : عالية أشجارها:
أشجارها: فاعل لاسم الفاعل عالية.
وهكذا تكون العلاقة بين الخبر السببي وبين معموله، ،تماما كالعلاقة بين النعت السببي ومعموله، والحال السببية ومعموله.
تحياتي للجميع.
التعليقات مغلقة.