موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قصة حياة للأديب حسين الجندي: نصف انسان

142

قصة حياة للأديب حسين الجندي: نصف انسان

نصف انسان بسن قلم الأديب حسين الجندي

قرأتكِ لمَّا أتيتِ من بعيد
فمذ عرفتكِ وعينكِ كتاب مفتوح لي أنا فقط..
لو حاولتِ الكذب ستفضحكِ..
ستكذب عليك وتصدقني..
نعم هي لكِ.. ملككِ.. معكِ منذ ولادتك..
لكنها مذ رأتني صارت لي أنا..
أري نفسي فيها أجمل، أصدق، أطهر..
أري نفسي فيها بجناحين..
طالما حَمْلَقْتُ فيها فلا أستطيع الهبوط وأظل هكذا بلا أرض ولا وطن..

سواد عينكِ جزيرتي وسط أمواج كالثلچ..
ولا أدري..
إلى متى ؟!
لم تجدي بُدَّا فصارحتِني بلا خجل..

أإلي هذه الدرجة أنا أمامكَ مفضوحة؟!

بادرتها وأنا أغوص أكثر وأكثر في مُقْلتيها أغوص لدرجة الغرق..
غرق لا أخشاه بل ربما كنت أتمناه..
وهل هناك هلاك ألذ من هذا؟!
لا لا لستِ أبدا مفضوحة فأنت أنا وعُرْيك مستور وسِرُّك سِرِّي وأنا مُؤْتَمَن..
احمرَّ وجهها خجلا ثم توَرَّد عشقا وما لبث أن استحال إلي لا لون؛
فقد انحسرت الدماء عن خديها وأصيبت بجَزْر رهيب،
فانكسر فؤادي الوليد..
الجديد في الحب..
قبل أن يعرف طعم الدنيا..
تذوق المرارة من نفس الكأس التي توسم فيها أن تمنحه عسل النشوة وترياق الحياة..

كانت فجيعتي كبري…
كيف هذا؟!
وهل يحق له اغتصابكِ برضا أهلك..
لا لشيئ سوي لأنه يملك الدار والدينار..

لا تنهاري فَنَهاري بدونك ليل دامس وغَسَق سرمدي طويل..
بدونك غَسَقَتْ عيني حتي ابيضت..
وزالت فرحتي للأبد وأظلمت حولى الدنيا واسودَّت..
أتظنين نَفْسَكِ مفضوحة عندما عبَّرتي عن حبكِ لي؟!
لا لا أنت تتوهَّمين..
ألا تدرين أن عشق المرأة للرجل يُرْكِعُه لا محالة..

اليقين كل اليقين أنني في كل ذرة في كيانك هيمان؛
فمُذْ عرفتك وشممت لأول مرة شذا أنفكِ..

صحرائي الصفراء باتت واحة خضراء وصار لوجودي وجود..
هيا انفضي عنك غبراء الوَجَل..

لا وقت لدموعك فهي غالية مثلك..
وأنا بدوري سأُلَمْلِم شَتات فؤادي لكي أستعد للمحاربة..
ولكن لي طلب واحد لا غير،
دعيني قبل أن تنصرفي أن أستلهم القوة من عينيك،
لا أريد أن أَتَحَسَّسك أو حتى ألمسك..
فنظرة عينيك تكفيني،
فبها أتَبَرَّد من لهيب الصيف وأشعر بالدفء من زَمْهَرِير الشتاء..
قبل أن تنصرفي عِدِيني،
ألا تَقْبَلي جسدا باردا وتلفظي قلبي الدافئ،
مهما كانت المُغْرِيات والعقبات..

حبيبتي نعم حبيبتي..
أعلم أنها كلمة لم تسمعيها مني من قبل لكني على يقين أنكِ تسمعين نبضها كلما جالستك..

أصارحك القول :
أنا لا أعرف كيف قُلتها؛
فمثلي عاش ولا يعرف مثلها…
فاعذريني..
ولكن ما ذنبك أنتِ فهذا حقك وأنا مِلْكُكِ..
ومن الآن فصاعدا سأغرقك بقولها..
ولا أخفيك سرا فأنا أيضا أحبها منكِ ومن غير التاء أذوب حتي أصير ماءً يغسل سواد القلوب التي لا تعرف معني الحب..

أين ذهبتِ؟!
فيمَ تُفَكِّرين؟!
أعلم أن القادم ليس ورديا،
وأدرك أن المقارنة المادية خاسرة..
لكن كلي أمل أن نحيا سويا..
فإلي لقاء يا حبيبتي..

نعم أحب يا أمي..
أحب كما يحب كل من له قلب،
نعم هي هي، من أحبها من أعشقها..
لماذا تطلبين مني أن أخفض صوتي فالحب ليس عيبا، ليس جُرْما،
ما دام سيكون المحبوب زوجا..
ولكن لماذا سيرفض أبي؟!
ماذا تقولين؟!
ولماذا سيرفض أبوها أيضا؟!
لا لم ولن أقتنع!
تلك أسباب واهية..
فَلْتَبْلى كل الأعراف البالية..
وظللت أرددها كالمجنون المفتون حتي علا صوتي واستدعي أبي..
ليعلن لي عن رفضه القاطع فاسودَّت الدنيا أمامي..
فقد عهدته ذا كلمة واحدة لا يرجع فيها ولو قُطِعَت رقبته..
وعبثا حاولتُ حتي ارتميت…
واعوَّج لساني وفكِّي ولكن منظري وحالتي لم تَخِل على والدي..
أما هي فقد ذَهَبتْ إلي المَصَحَّة النفسية..
بعد عناد الأهل وإجبارها علي الزواج ممن يملك المال..
لم أطق الحياة بدونها فذهبت راجيا أهلها فطردوني شرَّ طردة وعاملوني أسوأ معاملة..
ووجدت قدمَيَّ تحملاني إلى شِق روحي ونصف فؤادي..
وما أن دخلت حتي وجدتها..
فَهَرَعَتْ نفسي إليها قبل جسمي..
وطلبتُ منها أن تعطيني وجهها فاستدارت ولكني لم أعرفها بل ظننتها ليست هي!

وجاء من خلفي صوت الطبيب :
اتبعني،
فمشيتُ خلفه بلا إرادة..
حتى أوقفني أمام جسدٍ ما إن رأيته حتى انخلع فؤادي وطار عقلي..
لا يمكن أبدا..
هذا مستحيل..
لقد رَحَلَتْ..
لم تنتحر..
بل ماتت قَهْرا..
ماتت عشقا..
ومات معها نصفي..
وعشت بقية حياتي..
نصف إنسان!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

استمع للقصة الآن :

التعليقات مغلقة.