موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

في مهب الريح بقلم مهدي الجابري

88


في مهب الريح بقلم مهدي الجابري


هرعت واخوتي صوب بيتنا الصغير المتهالك، كانت أمي تملأ فراغ الباب شبه المتداعي، قالت :
ماذا يجري هناك؟. هتفنا بصوت واحد ونحن نلهث : عاصفة قادمة، إنها تلوح في الأفق، لقد هرب الأطفال الآخرين، ثمة برق ورعد أيضا يا أمي، نحن خائفون. ضربت أمي بيدها على صدرها، جذبتنا نحوها وقالت :
اجلسوا بقرب جدتكم، ستقص لكم حكاية، لكن لا تخافوا أحبائي، ماهي إلا ليالٍ ربيعية تحدث بالسنة مرة. ما أن اسدل الليل استاره حتى اخذت السماء الملبدة بالغيوم الثقيلة ترسل وابلاً شديداً من المطر المصحوب بالبرق والرعد، كان مصباح غرفتنا الوحيد بفتيله الهزيل قد راح يقاوم عبثا شدة الرياح التي اخذت تتلاعب به حتى لفظ أنفاسه بالنهاية. وجدنا أنفسنا نغرق في الظلام، التحفنا اغطيتنا العتيقة المشبعة برائحة الدخان، كانت أمي تصرخ بنا : هيا اخلدوا للنوم، إنه افضل لكم، حتى لاتشعرون بالخوف. جر اخوتي اغطيتهم حتى لم يبد من أجسامهم سوى عيون اخذت تلمع في الظلام مثل عيون القطط المذعورة، راحت الريح تضرب جدران البيت المصنوع أغلبها من القصب، صاحت جدتي :
_انهضوا أولادي، حاولوا إسناد صفائح البيت، اظنه سينهار على رؤوسنا، لطفك يارب. ساد الهدوء فجأة، برهة من الزمن، تنفسنا خلالها الصعداء، حتى اننا داعبنا بعضنا وتصاعدت ضحكاتنا المبتورة، لكن لا، عادت الريح تضرب البيت بصورة أشد هذه المرة، اخذت تتلاعب بالسقف، ترفعه وتخفضه، لم يدم الأمر سوى لحظات، وجدنا أنفسنا في مهب الريح، لاسقف ولاجدران تأوينا، احاطت بنا الأمطار من كل حدب وصوب، تضرب من فوق ومن الزوايا، كانت الريح ترافقها بصريرها المرعب، ثم اكتشفنا بعد فوات الأوان إنه الفيضان. (تمت)

مهدي الجابري _ من العراق

التعليقات مغلقة.