موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

لك الله قصة قصيرة بقلم أحمد فؤاد الهادي ـ مصر

103

لك الله قصة قصيرة بقلم أحمد فؤاد الهادي ـ مصر

ــــــــــــــــــ

إنه هو، مُلْقَىً ممددا بجوار نفس الرصيف الذي اعتاد أن يلزمه كل يوم في سيره، رأسه مهشم تماما، يبدو أن سيارة قد دهمته، بل مرت فوق رأسه، لا أحد يكترث بهذا المسكين، فقد حياته وألقي بجثته هكذا، يبدو أن الحادث قد مرت عليه عدة ساعات، فالدماء قد تجلطت على جسده، الناس يمرون ولا يأبهون به، لقد كان بعيد النظر، فيلسوفا، يعرف أن الإنسان أناني بطبعه فلم يركن لأحد، كان يرى البشر وهم يسارعون إلى سرادقات العزاء وقاعات الأفراح، لأسباب أخرى غير الحزن أو الفرح، بل نفاقا أو طمعا، لم يكرههم ولكنه تجنبهم، عيناه ترى الأشياء بلا ألوان، هكذا خلقه الله حتى يجنبه خداع الألوان التي كثيرا ما يزيفها البشر.

لن أراه إذن في الصباح كعادته منذ شهور طويلة، فلا تأتي السابعة صباحا حتى أكون واقفا في نفس المكان على الرصيف أمام بيتي منتظرا السيارة التي تقلني إلى مكتبي حتى أراه قادما من يميني، ألمحه من بعيد، يسير في نهر الشارع ملاصقا للرصيف، يبدو أنه يعاني من مشكلة في ساقه، فهو يرفعها قليلا عن الأرض، ولكنه حريص أن تبدو خطاه ثابته متحملا ألمه، عيناه لا تبرحان خط سيره المستقيم، لا يتلفت ولا تشغله حركة الشارع من حوله، أستقيم في وقفتي احتراما لعظمة خطاه ونظراته الجادة، يلتفت إلى بوجه صارم ولا ينطق، كم تمنيت أن أعرف عنه شيئا، أن أحدثه ويحدثني، يستمر في سيره حتى يتجاوز وقفتي، أتابعه لعلى أعرف وجهته، يبلغ نهاية الشارع حيث التقاطع الكبير، يغيب عن ناظري وسط زحام السيارات والمارة.

لقد ذهب بسره وترك لي حزنا عليه، عاودت النظر إلى جثته، سألت من توقعت أنهم رأوا الحادث من أصحاب المحلات وحراس العقارات إن كان أحدهم قد التقط أرقام السيارة مرتكبة الحادث أو أن أحدهم قد أبلغ الشرطة، فغروا أفواههم دهشة وانفجروا ضاحكين، عاودت النظر إليه حزينا وأنا أردد في نفسي: لك الله أيها القط العزيز.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات مغلقة.