موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قصة حياة : لقد فعلها … تأليف و أداء تمثيلي و اخراج حسين الجندي

164

قصة حياة : لقد فعلها … تأليف و أداء تمثيلي و اخراج حسين الجندي

نص القصة ( لقد فعلها)

اجتمع باسم وياسر عصرا وسط النهر تظللهما سحائبُ صيفيةٌ بيضاء..
شتانَ ما بين عرق الشاطئ وبين لفحات نسيم النهر المنعشة، يراهما من بالضفتين صغارا، يسمع ضجيجهما،نعم يسمعه ولكنه لا يكاد يبينه،أخبرهما بذلك المراكبي..
تعجبا..
-أأنت موقن مما تقول؟!
-نعم نعم..
من في مكانكما هذا لا يراه السائرون على الضفتين إلا أشباحا تتمايل، ولا يسمع منهم إلا همسا مهما علا الضجيج..
نظر بعضهما إلى بعض وفي نَفَس واحد وعلى غير ذي اتفاق مسبق:
تعالت صيحاتهما والتي سرعان ما تحولت إلى عويل وصويت..
كلمات يكسوها الهذيان..
تفريغ شحنات سالبة محتجة مختلطة بكل صنوف الجنون واللا معقول..

هدأت عاصفة الهذيان،
ياسر أكثرهما ضحكا ولهوا وعبثا..
لم تكن هذه هي عادته مطلقا!
فهو الوقور الرزين الحكيم..

هما في نزهة لكنه طالما تنزه معه من قبل ولم يكن كذلك قط..

من بعيد وعلى الشاطئ أخذ أحد الأشخاص يهتف لهما ليستدعيهما..
لم يجد صدى لهتافه فأخذ يلوح بكلتا يديه..
أخرج هاتفه ليتصل بهما ولم يكن يدري أنهما تركا هواتفهما في محل بجوار الشاطئ..
ياسر فقط يعلم سبب وجود هذا الشخص في هذا الوقت!
رنت منه ابتسامة شاحبة مكدودة وهو يدير ظهره للرجل ويواصل ضحكاته ولهوه..

لاحظ باسم والمراكبي الأمر،أدركا أنه يعرف هذا الشخص جيدا، افترسهما الفضول..
تجاهل فضولهما باختراع حديث لاهٍ،نظرا مليا في عينيه، تحاشى نظراتهما،أشاح بوجهه، أطرق برأسه،وهو على يقين أنه لن يفلت منهما، على الرَّغم منه سقطت من عينيه حبات دمع ساخنات،ربَّت باسم على كتفيه، فانفجر باكيا:
-ابني الوحيد والذي تمنيته من الدنيا خرج اليوم إلى الحياة ليغادرها سريعا!
فجر اليوم ولدته أمه على يديّ، لم يسعفنا الوقت لاستدعاء الطبيب،ساعة واحدة كانت هي عمره كله، وانخرط في بكاء حاد..
وخرجت من فمه كلمات متحشرجة أشبه بأنين من كُلِمَ جُلَّ جسده:
-لقد انتظرته وزوجتي بعد عشر سنوات من المحاولات المضنية..
لكككنها إنها إرادة الله،أنا لا أدري إلى اللحظة كيف اسسسستططعت تغسيله وتكفينه ودفنه..
نععم نعم قمت بذلك كله بمفردي..
ثم جاء موعدنا هذا في نفس يوم مأساتي..
كان طوق النجاة لأنسى أو أتناسى..

لكن من الواضح أنهم لن يتركونني وحالي..
أخذ نفسا عميقا، رفع رأسه،مسح دموعه، و
حاول الابتسام من جديد، حاول لكنه لم يفلح..

سيطر الهدوء المصحوب بالشرود عليهم لدقائق..
لم ينْبٍس أحدهم فيها ببنت شَفَة..

صدح صوت الآذان بالمسجد المتاخم للنهر..
وتزامن معه ارتجاج شديد في المركب..
ياسر أصابته لوثة مفاجئة وأخذ يدبدب برجليه في أرضية المركب، أعقبها بهيجان شديد ومحاولة حثيثة عامدة لإغراقها!

فشل المراكبي في السيطرة عليها فانكفأت على وجهها، سقطوا جميعا في الماء..
لا أحد يجيد السباحة سوى المراكبي..
تناثروا حولها
طلب منهما المراكبي أن يمسكا بجانب من المركب الطافية..

لاحظ أن باسما يمسك بقلبه ويكاد يلتقط أنفاسه بصعوبة بالغة فعلى ما يبدو قد أصابته نوبة قلبية حادة
وبإشارة منه راجية اقترب المراكبي منه فوجده يهمس إليه في أذنه بكلمات مقتضبة توقف قلبه بعدها تماما ثم ترك جسده يهوي إلى قاع النهر..

نظر المراكبي إلى ياسر فوجده ينظر إلى جسد صاحبه وهو يغوص إلى الأعماق..

كانت نظراته عجيبة، لم تكن أبدا نظرات صديق يودع صديقه في أسى، بل كانت تمتلئ غيظا وغلا وتشفيا..

رنت من المراكبي نظرة مريبة إلى ياسر، لم يطق صبرا فتوجَّه إليه، وقبل أن يتفوه بكلمة بادره قائلا:
ماذا أسر باسم إليك قبل موته؟
تلعثم وحاول تغيير دفة الحديث وفي الأخير خرجت كلماته المقتضبات بصعوبة بالغة:
أبدا هو فقط طلب منك أن تسامحه وتغفر له وو…
قاطعه بحده:
نعم قتلته وضعت له دواءً يضعف عضلة القلب وأنا على يقين بأنه سيجهز عليه قطعا..
أتعرف لماذا؟!
لأنه يستحق القتل مائة مرة..
فهو خائن خائن خااااائن..
وهي خائنة وتستحق الفضيحة..

لقد ذهبت إلى الطبيب وأخبرني باستحالة الإنجاب فأنا عقيم عقيم عقييييم..
فممن هذا الحمل؟!

انخرط في بكاء هيستيري وأردف:
واجهتها، ضيقت عليها الخناق، هددتها بالفضيحة
والقتل؛فدلت عليه..
نعم نعم..
إنه هو من فعلها..
فكان لابد من الانتقام..

هدأ فجأة ثم رفع رأسه إلى السماء وتمتم:
أما أنا فلا عيش لي بعد الآن..
قال عبارته الأخيرة وترك يديه فهوى جسده إلى الأعماق بدون أدنى رغبة في المقاومة!

لم يتبق سوى المراكبي، أخذ يسبح حتى وصل إلى الشاطئ، وقف مذهولا وهو يتطلع إلى مركبه المنكوب المقلوب..
من شدة المرارة التي ملأت حلقه والحنق الذي ملك كيانه، تمنى وقتها لو عاد الزمن إلى الوراء، تحديدا قبل اتفاقه مع ياسر وباسم على تلك الرحلة المشئومة..

دقائق..
وجاءت قوات الإنقاذ المدني والشرطة وبدأت عملها..

عاد إلى بيته في حالة شرود أفاق منها على صوت زوجته وهي تطمئن عليه..
أخبرته بأن زوجة ياسر قد توفيت منذ ساعة؛فقد وجدوها تصرخ من ألم حاد في بطنها ظنوا أنه من تداعيات الولادة وقبل إحضار سيارة الإسعاف لفظت أنفاسها الأخيرة..
أطرق المراكبي رأسه وهو يغمغم بأسى:
لقد فعلها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

استمع للقصة الان

التعليقات مغلقة.