موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

البنطلون الأسود بقلم محمد أبو النصر

288

البنطلون الأسود بقلم محمد أبو النصر

مضى من عمره خمسٌ وثلاثون سنةً قضاها مربيًا معلمًا، كان ومازال – وهو على وشَك التقاعدِ – يخرج في الصباح الباكرِ أيامَ الشتاء القارصِ وفي حر الصيفِ اللافحِ و كلهُ همةٌ وَنشاط؛ لأنه يرى أنه يسيرُ على دربِ الأنبياءِ ..
وفي صبيحة يومِ الأحدِ بينما يَهِمّ بارتداء ملابسهِ وجدَ أن بنطلونه الأسودَ العتيقَ الذي اشتراه قبل سنوات من” عُمَر أفندي” غيْرَ مَكويّ..
يا أمّ علي : لِمَ لمْ تكوي البنطلون؟ أما تعلمين أن دَورَه في اللبسِ هذا الأسبوع؟
بَحلقتْ أمُّ علي بعينها في عيني زوجها، ثم قالت بنبرة مرتفعةٍ قليلا:
وأنتَ ألا تعلمُ يا أستاذ أن أسطوانةَ الغازِ قد انتهتْ من أمس؟
فعلي أي شيءٍ أُسَخّن المكواة؟
تبرم المعلمُ وأشاحَ بوجهه غاضبًا يلوذ بالصمت.. وهنا استكملت أم علي حديثها؛ لكن بنبركة أعلى :
أنتَ لو كنتَ سباكًا مثل جارنا المِعلم فوزي لكنتَ اشتريتَ لك بنطلون (جينز) يتحمل غبارَ الطباشيرِ وأتربةَ المواصلات، أو على الأقل كنتَ قد اقتنيتَ لنا مِكواةً بالكهرباء.. ولكن يا للحسرة! فرقٌ بين مُعَلم ومِعَلم..
-أرجوكِ – يا أم علي – ليس هذا أوانُ التبكيت، لقد تأخرتُ عن الدوام.. أرجوكِ أَخْرجي لي البنطلون البُني..

  • وهل هناك غيره يا رجل ؟ لكن إياك أن تسرعَ الخُطى فإنه يُشاور نفسَه أن يتمزقَ في أي لحظة..
    خرج المعلم ، وكلما حاول أن يسرعَ تذكّر كلامَ الست أمِّ علي فيتباطأ إلى أن وصل مدرسته .. وبينما هو متجهٌ إلى فصلهِ لمَحهُ أحدُ طلابهِ القدامى، وقد نزل من سيارته المرسيدس..
  • صباح الخير يا مِستر حسَن. أما تعرفني؟ أنا تلميذُك المشاغبُ عزّام، الذي كنت تلقبني ب (أبو العزم)
    -نعمّ! نعمْ! تذكرتُك. أين أنت الآن؟
    -أنا الآن مديرٌ عامٌ في شركة…
    وهذا ولدي (ثروت) قد سجلتهُ في مدرستكم، وأرجو أن يكون خيرًا من أبيه..
    يا ليتك تخلي بالك منه يا مستر..
    مشْ عايزْ حاجة؟
    سلامْ..

التعليقات مغلقة.