قوَّتُكم في قوّتِها شعر عروبة الباشا
ترجَّلْ على بابِ المليكةِ؛ وامتثِلْ
لأمرِ الجلالِ الفردِ؛ واخضعْ؛ ولا تَمِلْ
على عرشِها تزهُو، فما مِن مُنافسٍ
وكلٌّ على الأعتابِ يهفُو ويقتتِلْ
سمَتْ؛ فاعتَلَتْ مِن صهوةِ المجدِ ذروةً
لها تطمحُ الأقمارُ في سعيِها العَجِل
تُدانِي السّما؛ ترقَى الجمالَ بهَيبةٍ
وما بِسواها النورُ يطغَى ويكتمِلْ
فكم شعَثٍ لمَّتْ بأكرمِ حُلَّةٍ
وكلَّ معانِي الضوءِ في الحرفِ تختزِلْ
حبَاها إلهُ الكونِ كلَّ فضيلةٍ
بأمجادِها تزهُو، وبالعزِّ تكتحِلْ
لها خاتمُ الرسْلِ انتمَى فأجَلَّها
بأحرفِها الشَّمّاءِ للهِ يبتهِلْ
وفي روضةِ الذِّكْرِ الحكيمِ حروفُها
غُيوثٌ على قلبِ المُنيبينَ تنهمِلْ
هي الأمُّ؛ تحنُو؛ واللغاتُ تجسَّدَت
بَناتٍ لها؛ والفضلُ مِن كفِّها هطِل
هي البحرُ؛ كم فيها تصبُّ مسارِبٌ
هي الغصنُ ريّاناً بأندائهِ خَضِلْ
تبارَى بَنوها في حمايةِ قُدسِها
وكلُّ كريمٍ بالمكارمِ ينشغِلْ
وتزدادُ -ما مرَّ الزمانُ- نضارةً
وشانئُها بالخزيِ والغيظِ مُشتعِلْ
فكم من لغاتٍ في الغياباتِ أهْمِلَتْ
عَفَتْ، وفتَى الإنعاشِ في بَعثِها فشِلْ
وذي أمُّكُمْ ولّادةٌ؛ تَنسجُ الضِّيا
لِحاجاتِكم، والعارُ يلحقُ مَن جَهِلْ
خذوا ما استطَبتُم من معانٍ عصيّةٍ
تلينُ لِشَيَّاد المَباني إذا عَمِل
ففيها لفَوحِ الشعرِ آفاقُ دهشةٍ
وفيها لِدوحِ النثرِ نبعٌ لمن نهِلْ
وفيها لتفصيلِ العواطفِ أبحرٌ
لكل شعورٍ في الجوانحِ يعتمِلْ
فلا تُرخِصوها؛ وهْي سرُّ وجُودِكُم
تحطُّ مجافِيها وترقَى بِمُمْتثِلْ
وَعضُّوا عليها بالنواجِذِ تخلُدُوا
وذا خيرُ إرثٍ بالمحبةِ ينتقِل
تظنُّونَ في روضِ الغريبِ غلالَكم
وكم جاهلٍ من بَهرَجٍ زائفٍ ثمِلْ
يردّدُ ألفاظَ الأعاجمِ زاعماً
بها يرتقي، بل في المتاهاتِ يرتحِلْ
سَيُنبِيكمُ التاريخُ عن خيرِ أمّةٍ
بأمجادِها الدُّنيا مَدى الدَّهرِ تَحتفِلْ
ا ١٤/١٠/٢٠٢١
التعليقات مغلقة.