موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

أيس كاب ابراهيم مصري النهر

241

«أيس كاب» ابراهيم مصري النهر


في صباح يوم شتوي شديد البرودة، ذهبت مبكرا على غير العادة إلى مكتبي القريب من بيتي، فتحت الشباك المطل على الجهة الشرقية لعله يسترق من شعاع الشمس حزمة تدفيء جنبات الحجرة الواسعة، جلست على المكتب أرتب بعض الكتب، وجدت من الضروري أن أرفع بعضا منها على الأرفف التي خلفي حتى أخفف من ازدحام سطح المكتب، وبينما أضعها تعثرت عيناي في محبرتي القديمة؛ توقفت عندها مليا، أخذتها برفق، نفخت ما تراكم عليها من تراب، انتزعت منديلا من علبته ووقفت في النافذة أزيل برفق ما علق بها، وأنظر عصفورين يجففان ريشهما في الشمس على حافة سطح البناية المقابلة..
رجل عجوز من جيل المحبرة يعبر الشارع؛ يرتدي «أيس كاب» كحلي ومعطف أسود من الجلد السميك، يحمل كيسا من الخبز، مال إلى فجوة في جدار وانحنى وهش وبش وأخذ يناغي شيئا ما، وأرخى فخذه الأيسر واتكأ عليه بذراعه الأيسر وأخرج بيده اليمنى رغيفا من الكيس، خرج من الفجوة قط أبيض كبير، ومط نفسه، ونفض شعره، وبدأ مواء متقطعا، والعجوز يهز رأسه في أسف، ويردد: حقك عليَّ.. ومسح على ظهره وقرب الرغيف من فيه، عندها توقف عن المواء وأخذ يلتهم الرغيف.. ثم أكمل العجوز مسيرته مبتسما وأقدامه بعرج خفيف تدق الرصيف.
قبلها بدقائق باب الحجرة دق.. الساعي أحضر فنجان القهوة، وشاهد معي ما حدث، وعقب: منذ فترة طويلة وهذا المشهد يتكرر كل صباح، مما أثار فضولي لأعرف الحكاية، ذهبت يوما منذ فترة إلى الشَّق بعد مرور العجوز مباشرة لأجد قدحا به ماء، وكسرا من الخبز الجاف، وهرا صغيرا أعمى.
د. إبراهيم مصري النهر

التعليقات مغلقة.