هل التكنولوجيا و الباب المفتوح سبب في تأخر سن الزواج؟
بقلم / أسـمـاء الـبـيـطـار
هل أحجم الشباب عن الزواج بسبب الانفتاح التكنولوجي ؟
هل أصبح الفضاء مصدراً للحكم على أخلاق بنت أو ولد ؟
هل أصبح الفضاء مرجعاً و قاعدة بيانات لأسر الطرفين ؟
حقيقي من أكثر المقالات صعوبة التي تبدأ بأسئلة
أحياناً كثيرة تكون أسئلة تعجُبية و لكنها على أي حال مشروعة .
لأن التكنولوجيا شئنا أم أبينا أصبحت جزءاً لا يتجزأ من تفاصيل كل أمورنا الحياتية .
فئة ليست ببسيطة من الشباب و أقصد هنا الذكور بالمقام الأول أحجمت عن الزواج بسبب الانفتاح التكنولوجي المرعب الذي أصبحت فيه معظم البيوت كتابا مفتوحاً و أخص من البيوت هنا فتياتها .
فأصبح من السهل أن يحكم الشاب على الفتاة التي يريد أن يتقدم لخطبتها من صفحتها الشخصية في هذا الفضاء الإلكتروني .
يدخل البيت و هو يعرف كل فرد من أفراد أسرتها .
يدخل البيت و هو يعرف ماذا تحب و ماذا تكره .
يدخل البيت و هو يعرف أصدقاءها المقربين .
يدخل البيت و هو يعرف إنتماءها السياسي و الكروي .
يدخل البيت و هو على درايه شبه كاملة بشخصيتها .
يدخل البيت و كأنه فردٌ من أفراد الأسرة المقربين !
و إذا حدث النصيب و تمت الخطبة ، تكون خطبة تكنولوجية بحتة .
و معظم مقابلاتهم التي تسبق التحضير للزواج مشاحنات فيسبوكية مثل :
“اغلقي صفحتك الشخصية ، إلغي صداقة فلان أو فلانة ، هاتي كلمة السر ، فاتحة لحد دلوقت ليه ، كنت بتكلمي مين ؟ …….. وهكذا “
وعندما تمسك هي بهاتفه تجد رسائل غرامية و مواقع إباحية و محادثات مع النساء .
و رسائل متبادلة على صفحات التواصل الاجتماعي التي تدعي حل المشاكل ؟!
فهل عنده الحق أن يمنعها عن كذا و كذا ؟
و هل لها الحق أن تصادر حريته ؟
وتبدأ حالة من الشك من هنا و من هناك و يدخل الطرفان في حالة صراع لفرض سيطرته ” الفضائية “على الأخر و تعديل سلوكه و ميوله قبل أن تبدأ الحياة الحقيقية بينهما !
للأسف بداية غير مبشرة و غير صحيحة و غير منضبطة إجتماعيا
بها أطراف لا حصر لهم من هنا و من هناك : “من لهم علاقة بالطرفين و من لم يَمُت لهما بصلة “.
و هناك من الشباب من ” يتخوف ” منذ البداية أن يتقدم لفتاة يرى و يعرف عنها كل شئ من هذا الفضاء .
لأنه يشاهد إسلوبها و علاقاتها و الأهم من ذلك أنه يرسم الخطوط العامة لشخصيتها من الكثير من المعطيات التي يجدها في هذا الفضاء ؛ فيحدد مدى تحررها ، و يتخوف من إصطناع التدين .
شئنا أم أبينا نحن مجتمع شرقي بكل ما تحمل شرقيتنا من تفاصيل و معاني .
شئنا أم أبينا بعض الأمور و القرارات المصيرية كالزواج لن تتم إلا بالطريقة الصالونية التقليدية .
رغم أنها ستتعرض لبعض التفاصيل الفضائية و مشاكلها !
مشكلة جديدة تنضم إلى باقي مشاكل الشباب في تأخر سن الزواج أو الإحجام عنه .
مشكلة ليست ببسيطة لأن التكنولوجيا أصبحت لغة العصر و في تطور مستمر .
فإذا كان الأمر كذلك فعلى الطرفين أن يتخذا من صفحاتِهما الشخصية على هذا الفضاء موقعاً بصدق واقعها ، لأنه لم يعُد عالما إفتراضياً بل واقعياً و كل الشواهد تُقر بذلك .
التعليقات مغلقة.