موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

دراسة عن :القصّة القصيرة بقلم سيد جعيتم

629

٠

دراسة عن :القصّة القصيرة بقلم سيد جعيتم


تمهيد :
تُعرّف القصة بوجه عام في معاجم اللغة بالحدث أو الخبر المسرود، وهي فن اللقطة الخاطفة و الدهشة في التعبير عن اللحظة التي تحفر في وجدان المتلقي، وهي أخت للشعر في النفاذ إلي الغائب والبعيد، والمتفق عليه أن كل قصة خبر، لكن ليس كل خبر يصلح ليكون قصة.

وتختلف طّريقة حكى السّرد من نص إلى آخر، حسب التّقنيّات المستخدمة و تبعاً لموضوع القصة ووحدتها و أوصافها و حواراتها المستمدة من الخيال المقبول عقليًا أو الواقع أو كليهما، وهي من الفنون العقلية التي تعتمد على اللغة و الموهبة و الزاد المعرفي.

وقد وجدت القصة القصيرة التّربة الملائمة للنُّموِّ وأصبح لها روّادها وعشّاقها، رغم تعرضها للنقد ومحاولة التقليل من شأنها، ويعتبر البعض أن القصة فن أدبي غربي انتقل إلينا في عصر النهضة الأدبيّة الحديثة، ويتناسون أن القصة القصيرة لها تاريخ طويل في التراث الشرقي فالأمثال عند العرب في حقيقتها كانت قصص قصيرة ، وكذلك قصص الأمجاد والبطولات التي كانت تروي وتنتقل بين القبائل والبلدان، بل وكانت لهم حكايات مأخوذة من الأساطير الخرافية على السنة الجن والطير والحيوان مثل ما ورد بألف ليلة وليلة التي، وأيضًا من خلال بعض الرواد منهم على سبيل المثال لا الحصر عبد الله بن المقفع الذي جمع بين الثقافة العربية والفارسية واليونانية والهندية وقد نقل عن الهندية ( كتاب كليلة ودمنة) وسهل بن هارون الذي سار على خطى المقفع فألف( ثعلة وعمراء – النمر والثعلب )، بل أن الكتب السماوية القرآن الكريم والتوراة وقد هبطوا بشرقنا عامرين بقصص الأنبياء والأولين، كما اشتهر العرب قبل الإسلام بالشعر المتطور الذي تناقلوه مشافهة جيلاً بعد جيل وكانت كل قصيدة تحكي في طياتها قصة تصفها وتصورها بدقة، وهكذا نجد أن القصة القصيرة كانت تشكّل جزءاً لا يتجزأ من الأدب الشرقي و العربي الإسلامي منذ بداية الحضارة الإسلامية، حتي أن البعض رجح أن الشرق لم يأخذوا فن القص من الغرب بل العكس هو الصحيح، وقد تطورت القصّة العربية مع التطور الأدبي الحديث، ولا يمكن نفي تأثرنا بالتراث الغربي منذ دخول الحملة الفرنسية مصر و ارسال البعثات التعليمية إلى أوروبا، وعلي رأسها الكثير من الأدباء العرب فدرسوا وترجموا وعربوا .

وقد مرت القصّة العربية الحديثة منذ نشأتها بمرحلتين: ـ المرحلة الأولى: مرحلة التّرجمة.
ـ المرحلة الثّانية: مرحلة الإبداع و التّأليف.
خصائص القصة القصيرة:
للقصّة القصيرة خصائصُ تجعلها، تتفرّد عن أيّ نوع أدبيٍّ آخر، ولها أركانها وشروطها النّابعة من بنيتها وكينونتها المستقلّة ويراعى في كاتب القصة القصيرة أن يتسلح بالصقل العملي الذي لا يتوفر إلا بالقراءة العامة والتركيز علي فنون السرد وتقنياته وآلياته، وترتبط عناصر ببعضها وبها يتم بناء القصة، والعناصر هي:
الفكرة:
بقعة الضوء التي تتسلل للعقل وعلي أساسها تتم كتابة القصة، وكلما كانت الفكرة غنية كان السرد ناجحًا فالفكرة تشمل الحدث والشخصية ونسيج اللغة والمكان وزمن الحدوث، والكاتب المبدع هو الذي يوصل القصة إلى القراء بطريقة غير مباشرة، فلا يلخصها بوصية أو طريقة وعظ أو جملة تقريرية، فالفكرة تصل إلى القارئ من خلال تتابع الأحداث وتفاعلها.
اللغة:
اللغة هي الوعاء الذي يحمل عناصر السرد وتُكتب في الغالب باللغة العربية الفصحى لتستوعب اللهجات العربية المتعددة ممّا يُسهم في انتشارها، مع السماح بالقليل من اللغات العامية في الحوارات التي تخدم متن القصة، ويجب مراعاة سهولة الألفاظ ووضوحها وبعدها عن الزخرفة اللفظية والمحسنات البديعية.
والقصة القصيرة المثالية هي التي يمكن قراءتها في جلسة واحدة، ولا توجد حدود رسمية لعدد الكلمات، والحجم ليس هو الحاسم في حدّ ذاته، ولكن كملحوظة يرد ذكر تحديد عدد كلمات القصة القصيرة بين خمسين وألف كلمة في معظم مسابقات القصة القصيرة.
الحدث:
الحدث هو السبب والدافع الأساسي لقيام القصة ويمثل الصراع الدائر بين الشخصيات أو بين الشخصية الرئيسة ونفسها، أو فكرة أو قيمة أخلاقية اجتماعية، والحدث سلسلة من الأحداث تجذب انتباه القارئ إليها، ويتكون من:
(البداية) وغالبًا ما يكون استقرار ظاهر، ثم (الوسط) وفيه يشتد الصراع ‘إلى أن يبلغ الذروة، وأخيرًا (النهاية) وتتجمع فيها عدة عوامل وقوى تتطور وتتشابك إلى أن تتضاءل. الشخصيات.
أنماط الشخصيّات:
من أهم العناصر ، ولأنّ من خصائص القصة التركيز فإنّ الشخصيات فيها قليلة، وغالبًا ما تشتمل على شخصية رئيسة واحدة هي البطل، وعادة ما تدفع الأحداث البطل إلى صراع مع شخصية أخرى تسمى الشخصية المضادة أو البطل المضاد، وأنواع الشخصية في القصة: (الجامدة) وهي الشخصية التي لا يطرأ تغيير على بنيتها النفسية أو الأخلاقية إذ يبقى الشرير شريرًا والخيِّر خيرًا، (لنامية) هي شخصية تتنامى وتتفاعل مع الأحداث وتتطور بتطورها.

الزمان:
كل حدث لا بدّ أن يقع في زمان محدد لتأخذ القصة شكلها الطبيعي، ولا يظهر الاختلال في أحداثها أو شخصياتها، والكاتب المبدع يوحي لنا بأنّ الزمن الذي يتخيله هو زمنٌ واقعي بالرجوع إلى الوراء عن طريق التذكر أو التداعي، فنشعر أنَّ هذا الزمن هو الزمن الماضي، وأنَّ الحديث عن مجريات القصة هو الزمن الحاضر.

المكان :
المكان هو مسرح الحدث يعد مشاركًا في الفعل القصصي حين يشكل قوة مضادة كما هو الحال في القصة التي يقوم الحدث فيها على الصراع بين البطل والبحر مثلًا، شرط أن يلتزم الكاتب بكل الظروف البيئية والعادات والتقاليد ويمكن الإشارة للمكان مباشرة. أو إيحاءً.

الحبكة:
هي نقطة الذروة التي تتأزم فيها الأحداث وتتعقد وهي العنصر الأساسي الذي يستند إليه عنصر التشويق، فكلما تأزمت الأحداث وتعقدت زادت نسبة التشويق لدى القارئ، وتبعًا لذلك فإن أنواع الحبكة في القصة القصيرة هي:
ـ الحبكة المتوازنة: وهي الحبكة الاعتيادية التي يبدأ الكاتب فيها بعرض الأحداث حتى تبلغ ذروتها فتتأزم ثم تأخذ بالتفكك تدريجيًا حتى تبلغ نهاية القصة.
ـ الحبكة النازلة: وهي الحبكة التي يعمد الكاتب من خلالها للإطاحة بالبطل في سلسلة من الإخفاقات حتى نهاية القصة.
الحبكة الصاعدة: وهي الحبكة التي يصل فيها البطل من نجاح إلى آخر حتى نهاية القصة .
ـ الحبكة الناجحة : وهي الحبكة التي يواجه البطل من خلالها إخفاقات ومصاعب عديدة ولكنه ينتصر عليها في النهاية.
ـ الحبكة المقلوبة: وهي الحبكة التي يواصل فيها البطل تحقيق انتصارات مزيفة حتى إذا بلغ ذروتها هوى إلى الحضيض.
وتختلف الحبكة من حيث نوعها ووقتها وطريقة سردها اعتمادا على طبيعة القصة وأحداثها المدرجة والطريقة التي تعرض فيها من حيث زمنية سردها على النحو الآتي:
ـ الزمن التاريخي: وفيه تنتظم الحبكة تبعًا للعرض التسلسلي الاعتيادي لها.
ـ الزمن النفسي: وهنا ينتظم زمن عرض الحبكة تبعًا للإحساس به وهو مرتبط بما يسمى بالمونولوج الداخلي.

الارتجاع الفني:
وفيه تبتدئ القصة من نهاية الحبكة والأزمة ثم تعود تنازليًا حتى البداية

ـ التنبؤ القصصي:
ترتيب الأحداث بطريقة تهيّئ القارئ للأحداث . الحل : هي النهاية التي يعلن فيها الكاتب عن تحلحل عقد القصة وتفكّك حبكها مؤذنًا بمشارفة القصة على نهايتها، وقد يحذف هذا العنصر فيترك الكاتب نهاية القصة مفتوحة ليسمح للقارئ بالمشاركة في توقع نهاية للقصة وإيجاد حل لحبكتها، وينبغي على الكاتب أن يتجنب النهايات المفاجئة، أو النهايات غير المقنعة، التي تشبه جسماً غريباً أضيف إلى العمل .

والكاتب الجيد يجب أن يكون سرده لين سلس يقدم متعة وإبهار بلغة و انسيابية ويبتعد عن السرد القاس الجاف و الحيادية المضر .

ويجب مراعات الاتي في القصة القصيرة:
وحدة الفكر ـ علامات الترقيم ـ
الجرأة – التكثيف و ضغط العبارات عن طريق الأفعال التي بدورها تسعى إلى تكثيف المعاني – الرمز- المفارقة – فعليّة الجملة والبلاغة- الجانب البصريِّ أو الطبوغرافيّ- الموضوعية- انسجام الخط الدرامي – التناص- الحوار الداخلي ( المونولوج) الحوار الخارجي الديالوج . ويجب أن نعلم أننا لو أردنا كتابة قصة قصيرة ناجحة وحتي يكون الكاتب مبدع عليه أن نبحث عن التجديد في طريقة السرد والقص والبناء واللغة لتوسيع الدائرة الضيقة لفن القصة القصيرة، ويبتعد عن التقليد
بقلم: سيد جعيتم
جمهورية مصر العربية

التعليقات مغلقة.