شجرة أحلام 2022
بقلم سامح خير
بدأت 2022 و كان يمتلأ بالحماس لتحقيق وعوده و أماله في السنة الجديدة!
كانت أحلامه في السنة الجديدة متنوعة، فبعضها خاص بتقدمه في عمله و أخرى خاصة بأسرته و حمل معه بعض من أحلام 2021 التي لم يكتمل تحقيقها مثل ممارسة الرياضة يومياً و الوصول لوزنه المثالي و تعلم لغة جديدة و الواضح انها لم تكن أحلامه في 2021 فقط بل انه ظل يحملها معه منذ سنوات عدة بلا تقدم!
مر الربع الاول من 2022 و التقدم بسيط و كالعادة العذر “أصلي مشغول في شغلي و كل يوم بخلص متأخر فمش عارف أحقق اللي نفسي فيه !”
ذهب في أجازة الربيع أسبوع لقريته التي وُلد بها بعيداً عن صخب المدينة فتقابل صدفةً مع أحد شيوخ القرية الذي تذكره حينما كان طفلاً فسأله الشيخ : “اريد أن أطلب منك كلمة تنصحني بيها ؟”
صديقنا : ” أنت الشيخ الحكيم، فانت من ينصح و أنا من أنصت !”
الشيخ : ” إن كنت تحسبني حكيماً فلأني تعلمت من الكل عن طريق نفس السؤال على مر السنين”.
صديقنا : ” إذاً دعني أنصحك بأن لا توعد أحداً و لا توعد نفسك بما لا تقدر على تحقيقه و إذا وعدت فأوفي “.
الشيخ :” أشكرك أبني العزيز على نصيحتك الغالية ” و مضى الشيخ و ترك صديقنا يتأمل الشجرة التي أمامه و يلمح بعض من اوراقها تسقط على الأرض و كأنها وعوده الواهية تدوسها الناس و انتبه على يمينه شجرة أخرى أوراقها مُزهرة مُثمرة تُظلل المكان، فأبتسم لوهلة و حدث نفسه قائلاً : أريد أن أكون كمثل هذه الشجرة المثمرة أُثمر و أظلل على من حولي و ليس كمثل تلك الشجرة الحزينة التي تساقط أغلب أوراقها فصارت لا نفع لها!
رجع إلي المدينة بعد أنتهاء إجازته و كله إصرار على الألتزام بالنصيحة التي أعطاها لشيخ القرية و بدأ تنفيذ الكثير من أحلامه التي حملها معه لسنوات عدة و مما زاد حماسه كان تشجيع من حوله بعد أن لمسوا إصراره على التغيير!
انتهت 2022 نهاية مختلفة عن 2021 ، فصديقنا خسر 12 كيلو جرام من وزنه اغلبها من الشحوم و أقترب كثيراً من وزنه المثالي و بدأ تعلم اللغة الاسبانية عن طريق الانترنت و هي اللغة التي طالما تمنى تعلُمها لتعلقه بالمسلسلات المكسيكية منذ طفولته!
التعليقات مغلقة.