موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الفراشة بقلم رأفت عبد الستار

184

الفراشة
بقلم رأفت عبد الستار

راحت تطأ الأرض النظيفة بقدمين متعبتين وأمل متجدد؛ تاركة خلفها أشباح البيوت القديمة تغرق في آخرشعاع لضوء يحتضر؛مستمتعة بالهواء النظيف البارد؛بعيدا عن غبار الطريق في حارتها الضيقة.
وسط المدينة مثل بللورة ضخمة ؛ يتلألأ نورها في أعين المارة المبهورة بالمعروضات خلف
الواجهات الزجاجية للمحلات.
أخذت تشق طريقها في زحام المشويات ورائحة البن ؛ والفيشار اللذيذ؛وهي تقاوم شعورا بجوع خفي؛سرعان ماتغلبت عليه حين
تسمرت قدماها أمام الواجهة الزجاجيةللمحل الكبير؛تنهدت،بسعادة وارتياح حين استقرت نظرتها على الفستان الازرق فوق المانيكان
الخشبي؛دست يدها في جيبها وأعادت عد ماادخرته وهي تحملق في الثمن المعلق على
صدره.
عدةشهور وأنت تدخرين مضحية بوجبة أو
أكثر من أجل أن يكون لديك مثل هذا الفستان
تأملت وجهها في انعكاسات الضوء وهي تتحسس ملامحها بأصابعها الرقيقة؛كان وجهها ينضح بشروق رائع؛،لم تلحظه من قبل.

النغمات الرقيقة المنبعثة من داخل المحل تخدر أعصابها؛ تمسح عليها برفق؛ أخذت تدور
مثل فراشة حالمة ؛في مزيج رائع من النشوة
والارتياح حتى أنها لم تعد تشعر بوجود الناس
من حولها وهي تقلد المانيكان في وقفته؛فاتحة ذراعيها في رقصة رشيقة كأنما تعانق
المانيكان الذي يفصلها عنه شريحة من زجاج
براق وقوي؛متخيلة الفستان على جسمها؛وبينما
هي تدور؛اصطدمت برجل ضخم نظر إليها باحتقار وهو يمسح ترابا وهميا؛علق بملابسه؛
اتجهت العيون نحو ثوبها المتواضع؛شعرت أنها
تتعرى؛وبأصابع مرتعشة أخذت تلملم الثوب عند صدرها.
الأضواء الشديدة تنعكس على وجوه لامعة لبشر لاهم لهم سوى الثرثرة والضحك المتواصل؛اعتادوا المكان حتى صاروا جزءا منه بملابسهم النظيفة غالية الثمن.
ألقت نظرة على على ثوبها المتواضع فوق جسدها المتعب وقالت وهى تحدث نفسها:
_غدا تتحول نظرات الاحتقار إلى نظرات إعجاب حين تحصلين على فستانك الجميل.

من داخل المحل نفس النظرة المتفحصة لصاحبه تحدق في الفتاة ثم مال الرجل على
صاحبه وأخذا يتهامسان؛ثم عادا يسترقان
النظر نحو الفتاة من خلف الزجاج .

الزحام يشتد أمام المحل وعلى مقربة من الفتاة تعلقت فتاة صغيرة وجميلة بذراع مسن
مما جعلت العيون تتجه نحوها في تعجب وتحسر..كاد قلبها ينخلع من مكانه حين أشار المسن على الفستان المعلق فوق
المانيكان وهو يخاطب صغيرته
مارأيك في هذا الفستان؟؟ إجابته بلا اكتراث: ,أي رداء؟؟
الأزرق .ذوقه جميل وسعره مناسب. قالت في تأفف: لايلفت انتباهك سوى الأشياء الرخيصة.
ثم سحبته بعيدا عن المكان وتواريا في الزحام
تنهدت بارتياح وهى تبحث عن مكانها بين الجموع المحتشدة وهى تنظر للفستان من خلال الأذرع المتشابكة؛دست جسدها النحيل بين الأجسام شبه المتلاحمة؛ نظر أحدهم بعينين متوجستين ثم ابتسم بعد أن اطمأن على محفظته .
من داخل المحل نفس النظرة المتفحصة لصاحبه تسلط عليها ؛بينما صاح رجل فى فزع:,
نقودي…لقد سرقت!!
ساد المكان هرج ومرج واعتلت الوجوه حالة من الهلع وبدأت النظرات تصوب نحوها متهمة
ثوبها المتواضع؛اتسعت الدائرة حتى صارت مثل نقطة تتوسطها وهى مندهشة من نظرات
الاتهام الموجهة لها؛صرخت محتجة؛تلاشى صوتها في ضوضاء محركات السيارات؛ وصفارات عساكر المرور؛لم يبق من صوتها الا
حنجرة تتحشرج؛تستعطف قلوبا خلت من الرحمة؛ وعقولا لاتقبل النقاش؛,وأيادي تمتد
نحوها تنهشها في لذة خفية للانتقام.
تهاوت تحت الأقدام؛ استسلمت لحالة من الصمت والذعر؛خرج صاحب المحل يسبقه
كرشه الضخم وهو يقول في ثقة:
مهلا ياسادة.لاسبيل أمامها إلا الاعتراف. ثم قال بنفس الثقة: دقائق وتعود إليك نقودك.
كنت مرتابا فى أمرها…كل يوم تأتي وعيناها لاتبرحان خزينة المحل.
وقفت على قدمين لاتحتملاها؛دفعها الشرطي أمامه وهى تشق طريقها بين الزحام ونظرات الشماتة…ألقت نظرة أخيرة على الواجهة الزجاجية؛لم يكن هناك سوى المانيكان العاري
ينظر إليها بنفس الابتسامة الباهتة.
بقلم:
رأفت عبد الستار
_ (النسخة الأصلية بلا تعديلات)

التعليقات مغلقة.