الجندرية والهيطلية وأشياء اخرى…بقلم أحمد العز
في مجتمعات يغلب فيها طابع الإستهلاك ويتنامى فيها الحس بالرجعية أو بالقدرة على التأثير في المزاج العالمي يغلب دائما طابع الجندرية وحقوق المرأة فتصبح هذه الأخيرة سبب رجعيتنا وتخلفنا لأننا لم نؤتها حقها فتحولت هذه إلى ما يشبه لعنة الفراعنة حيث تتعالى الأصوات لأنصاف المرأة وحقوق المرأة ودخان المرأة وميكاب المرأة وكلما تحدثت مع صديق وجادلته فأحسنت جداله قال لك أنت ضد حقوق المرأة والحق أنني اقول نحن معشر الرجال من يحتاج إلى حقوق وليس المرأة فإذا ما فكرت أن تذهب إلى مكان ما فإن كنت مرأة ذات مقومات بنيوية فأنك تجد المسألة (لا تتعدى شكرا عمو بليز مستعجلة) وإذا فكرت أن تذهب لتبحث عن عمل فستجد أن المرأة دائما لها أولوية خاصة توليها الشركات والمكاتب والفنادق والمطاعم والمؤسسات وإذا فكرت أن تتزوج فلتنحتنّ في الصخر ولتدخننّ العربي بل ستهرول للذهاب إلى عملك صباحا بل ستكون مديناً من القريب والبعيد (وتتكحل) كما يقول أهلي في فلسطين من اجل ماذا؟ أن تؤتي المرأة حقها في حياة كريمة.
والحقيقة هي أن مؤسسات الدول المانحة تريد أن تأتي بالدعم والمال إلى سوق الدول النامية دون أن يستفيدوا منه أقصى استفادة وفي هذا حتى الحظ واقف مع المرأة وتقولون بأننا نحتاج الى حقوق مرأة !!!
المرأة الفلسطينية مكرمة في بيتها معززة مصانة وكما كان يقول جدي لجدتي رحمهما الله (أنا في الدار ام العبد بس برا الدار ابو العبد فاهمة) وكان يقول دكتور صديق في الجامعة عندما تكرر مشهد اتصال زوجته به أكثر من مرة وهو على ما عهدته شديد الفطنة ورجل حكيم نظر إلي وقال سأعلمك الآن درسا قلما أعلمه لأحد ورسم ابتسامة خفيفة قبل خروجه عن صمته وقال نعم يا أحمد ( أرنب سعيد ولا أسد تعيس ) ألو يا عمري تفضلي ههه فخرجت مسرعا من المكتب كي لا تظهر ضحكتي أمام حرمه المصون هذه هي الحقيقة التي تحاول دائما الجهات الداعمة محوها من فكرنا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا وخصوصا(في مسلسل باب الحارة )حينما شوهوا صورة المرأة في الوقائع التاريخية وأشعرونا أنها مغلوب على أمرها مستضعفة والحقيقة تكمن في دور أبي بدر وفوزية فمثلا : إن حدثت مشكلة عابرة بين زوجين في المنزل يتدخل الخال وابن الخال والعم وابن العم والجد والأخ وابن الأخ والحفيد الأكبر والأصغر والأطول والأقصر والباذنجاني من كلا العائلتين لحلها ودائما ما يقفون في وجه الرجل حتى لو كان على حق.
لأنها كما نقول بالعامية ( ولية وخطية الولية بميت خطية) نعم مجتمعنا الفلسطيني يولي المرأة اهتمام بالغ ومكانة مقدسة في القلوب فهي الستر والغطاء والمكان الحنون الذي نحاول دائما الهروب من مشكلات الواقع إليه.
وحتى عندما تحدث حالة شاذة هنا أو هناك فإننا سرعان ما نستنكر هذا العمل المشين والجبان ونتكاتف يدا بيد من أجل منع مثل هذه الأفكار المريضة والمتطرفة من الحيلولة كأمر واقع في بلادنا لأنها ليست من عرفنا ولا تقاليدنا ولا عاداتنا ولا من قيمنا لكننا لن ننسى أن لنا قيمنا الخاصة فينا والتي لا تتناسب مع وقائع الحياة الغربية والتي أثبتت التجربة أن الأسرة العربية من أقوى النسائج الاجتماعية في العالم بعون الله .
ختاما نحن نحتاج إلى حقوق إنسان كقاعدة قوية ونحتاج حقوق للمرأة ايضاً فهي المكرمة والمقدسة والشهيدة والأسيرة والمعلمة والمفكرة والعالمة والأم والأجمل منا جميعا
التعليقات مغلقة.