قالت روحي لِروحي : بقلم غريتا بربارة
كل مرة أشرَبُ كأساً مُرَّاً
يتحوَّلُ خَمرَهُ ثمالةً
من عَسَل وشهد!
في أغلب الأحيان تضيع
أفكاري بين ضبابيات الفضاء
ولكن كل مَرّة أجدُها عند
انبلاج الفجر عندما
يستفيق الصباح!
كَمْ أُحبُّ سَكرَةَ الذات
بِخمرة الإيمان .
وكَمْ تلعثَمَ لِساني بالنُطقِ
ثم يعود ويجود بلا انقطاع!
قال لي الروح السرمدي :
اسمعي بِقلبك قبل أُذُنيكِ.
انظري في مرآة روحك
قبل أن ينسخَكِ البلور الزُجاجي .
ترقَّبي دائماً سرائر الحق
لأنه موجود في أعماقك.
فإنْ عثِرتِ ، يقولون انكِ سقطتِ
وإنْ تمَاهَلتِ قالوا انكِ الخائرة!!
ولكن من الحصافة أن تُعلِني
على وجهكِ وبين نور عينيكِ
حقيقة نفسَكِ الراقية !!!
قد تلتقي بين صباحِك ومساكِ
بأهازيج …… عواصف ..
أصوات مرتعشة ..
كلمات مُتقطعة ..
تَزفُّ أوتاراً غير موزونة!
بَشَرٌ يتمنطقون الجُبن
واللهو والوهَن ..
لا تخافي من هذا الصخب!
في روحكِ خجل
صامت وليس خوف!
في داخلِك قوة
صامدة لِروحِك!
لو أغمَضتِ عيناكِ جميلتي
وأصغَيتِ ، لَ- سَمِعتِ صوتاً
في الأثير يهمسُ :
هذه هي مَنْ تُنشِدُني
الفرح بالصلاة
وتشفيني من الألم!
تدعو حضارات الدنيا الى
الإرتقاء الى فخمَةِ الحياة !
وصَمَتَ الروح عن الكلام …
وراحتْ همساته
تدقُّ في أُذُنِ الأحلام!!
وأنا وجدتُ نفسي مُثقلة بِأثمار
الحياة ! نفسي ترزح تحت تُخمَةٍ
من التبر واللُجَين ..
لمَستُها وجدتُها ليست كالذَهَبْ
ولا كالفضَّة ،،
إنها نوع من جواهر لم تُكتَشَفْ بعد !
ولاأعرفُ لها اسماً غير أنني
اختَمَرتُ من خانِ الدهر !
فهل مِنكُم مَنْ هو ظامئ يودُّ أن يرتوي
من خمرِ كلامي وسَكرَة حروفي ؟؟؟؟
ها هو كأسي مليء بِجواهرٍ قُدسية
التي كُلّما وزَّعتُ منها على
النفوس الضعيفة تراها تمتلئ
ثانية من غير أن أدري !
إنها أعجوبة إلهية في كينونة
إنسانة ترصُدُ الليل والنهار
بين نور الله وظلام الأرض !
والنور يُكلِّلُها ويحميها !
بقلم: غريتا بربارة
التعليقات مغلقة.