أمرضَه حَجرٌ بقلم / د. صبحي زُردُق
دخل رجل إلى الطبيب و معه زوج شقيقته ( المريض) الذي يبدو على ملامح وجه علامات الأرق و إجهاد السهر ، لا يرفع نظره عن الأرض ، كئيب الوجه ، مطأطأ الرأس ، لا يريد التحدث مع أحد ..
سأل الطبيب شقيق زوجة الرجل الكئيب متعجباً : مالَه هكذا ؟ و منذ متى ؟ ..
أجابه قائلاً : القصة ببساطة أننا كُنّْا نحفر أمام منزله ، فبينما نحن كذلك ظهر لنا حجرٌ صلب أسود اللون ، فرفعناه من طريقنا ووضعناه أمام منزل هذا الرجل و أكملنا الحفر إلى أن انتهينا ..
حدثت مفاجأة .. ؟
ثم أكمل حديثه قائلاً : في صباح اليوم التالي تفاجئنا جميعاً بإختفاء الحَجر ، فسألنا و بحثنا في كل مكان عمن أخذ الحَجر و لماذا أخذه ؟ و لكن بلا جدوى ، فلم نجد إجابة .. و مرت الأيام ..
جاء الخبر الصادم …
ثم استرسل قائلاً : بعدها بثلاث أيام جاءنا خبرُ الحَجر .. فقد أُشيع في القرية أن الحَجر هذا ما هو إلا ” حَجراً أثرياً ” تمت سرقته من أجل بيعه بسعر ” مليون جنيه “.. و بعد هذا الخبر الصادم ثار زوج شقيقتى ، و غضب غضباً شديداً قائلاً : كيف يُسرق و يُباع و أنا صاحب الحَجر ، فلقد أُستخرج من أمام منزلي و أنا أحق به و بسعره ، كانت حياتي ستتغير !! …
ثم أكمل شقيق زوجة المريض حديثه قائلاً : ظل يا دكتور يبكي و يصرخ طوال الليل .. و من ذلك الحين و هو لا يريد أن يخرج من المنزل ، و لا أن يُكلم أحداً ، منطوى في غرفته ، لا ينام الليل بطوله ، و يرفض أى طعام أو شراب ، لدرجة أن وزنه قد نقص و تغيرت ملامحه كما ترى …انتهى
حقاً أمرضَه ذلك الحَجر ، و كاد أن يذهب بعقله .. فهكذا تفعل الدنيا دوماً بأصحابِها ..
التعليقات مغلقة.