موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قهوة المساء : قواعد السيطرة ( 17 ) بقلم الأستاذ داوود الاسطل

379

قهوة المساء : قواعد السيطرة ( 17 ) بقلم الأستاذ داوود الاسطل

القاعدة السابعة عشر : المباغتة


السلوك المباغت أداة من أدوات السيطرة يتمتع بها أصحاب السلطة ، وهو سلوك خطير اذ انه سلاح ذو حدين ، قد يفقد صاحبه سطوته .
غالباً ما تسود قوانين الروتين العام في السلوك المجتمعي لدى المجتمعات المستقرة سياسياً واقتصادياً ، ولكن المجتمعات التي يسودها التوتر فإن القرارات تكون مضطربة وقابلة للتباغت غير المتوقع في تغيير المسار العام .
ولعل أكثر القرارات دهشة ومباغتة ذلك القرار الرئاسي الفلسطيني المعروف بقرار 9/2017 القاضي بإحالة الموظفين العسكريين للتقاعد المبكر ، والذي تسبب في صدمة كبيرة للموظفين حطمت آمالهم وأحلامهم ، كما تسبب أيضا في بث الخوف والذعر في صفوف المتبقين منهم خوفا من المستقبل .
وكذلك التقاعد المالي الذي اتخذته الحكومة للتهرب من الالتزامات المالية تجاه الموظفين المدنيين .
كانت تلك قرارات مباغتة ، أدت الى بقاء الحاكم على سُدَّة الحكم ، أسفر عن تقاسم اداري بين شقي الوطن في غزة والضفة الغربية .
ملفات وقضايا كثيرة جميعها على صفيح ساخن ، والموظفون اليائسون ينتظرون بصيص أمل لعل القادة يباغتونهم بإلغاء القرار ، والعودة الى الحياة الطبيعية .

على الصعيد الآخر ، التغير الدراماتيكي لقواعد اللعب بين الاسرائيليين والفلسطينين ،
فالاسرائيليون يديرون ثلاث طاولات :

الطاولة الأولى : الاستنزاف الأسود

استنزاف السلطة الفلسطينية وابتزازها اقتصادياً ، والمباغتة هنا حصلت بالتحكم في أموال المقاصة من ناحية ومن ناحية أخرى الاتفاق الاسرائيلي الأمريكي بتجفيف منابع الدعم المقدم للفلسطينيين .

الطاولة الثانية : الاستنزاف الثلجي

الإستنزاف الثلجي لطاقات الشعب الفلسطيني ، والطرف الرئيسي في هذا الملف هي المقاومة الفلسطينية التي استطاعت اسرائيل الى تحويلها من يدٍ ضاغطة على الزناد الى يدٍ قابضة للدولار ، وحولت المسار الوطني الى مسار تفاوضي تحت وطأة الأدوات الناعمة والأدوات الخشنة ، وقد باغتت اسرائيل الجميع في تصديرها لمشهد البالونات وكأنها سلاح نووي يفتك بالغلاف ، وبدأت في تذويب قطاع غزة تذويباً ثلجياً ناصع البياض دونما أن تُمَسُّ شعرة منها ، وطاقة الشعب في غزة تتضاءل وتذوب رويدا رويدا

الطاولة الثالثة : التطبيع

التطبيع ، اسرائيل تعيش افسادتها الثانية بجدارة ، اذ ان الإفسادة الاولى كانت في الحكم بعد موت الملك سليمان عليه السلام واليوم نحن نعيش وإياهم الإفساد الاقتصادي والذي أحد أهم معاوله التطبيع ، فاليهود يسيطيرون على الاقتصاد العالمي بإدارة وخبث ويتغلغلون في كل الكيانات العالمية دونما توقف وبأشكال مختلفة .
ان السلوك المباغث قد يكون حلا او مخرجا لأزمة معينة ولكنه بالتأكيد مدخلا لأزمات الآخرين وضياعهم وموتهم البطيء ، وسَيُدفع ثمن ذلك عاجلاً او آجلاً .

فلسطين – غزة
2/1/2022

التعليقات مغلقة.