قصة قصيرة واقعية “هل مات “بقلم د.صبحي زُردُق
عامل بالمعمار دخل به سريعاً اثنان من زملاءِه بالمهنة إلى غرفة الكشف الطبي ، ففزع الطبيب من مكانه إلى العامل ( المريض) قائلاً لزملائه : أخبروني بسرعة ما الأمر ..؟
قال أحدُهم : بينما كان يا دكتور يضع يده في إحدى الشقوق بالجدار إذ لسعَه شىء ، و لا ندري ما هذا الشيء ، أهو فأر ؟ أم عقرب ؟ أم ثعبان ؟ ..
رد الطبيبُ سائلاً المريض : و بماذا تشعر الآن ؟ ، فأجاب : أشعر بثقلٍ في جفوني و ثقل بالتنفس ..
قال الطبيبُ : هل ذهبتم إلى المستشفى العام ؟ قالوا : نعم و لكن بلا جدوى ..
فاستشعر الطبيبُ الخطرَ المُحدِق بالفتى من خلال حالته الإكلينيكية ، حيث بدا عليه النعاس و التلعثم في الكلام و تناقص درجة الوعي و ارتخاء الجفون قليلاً … فأمرَهم على الفور بالذهاب إلى المستشفى الجامعي بالأسكندرية و التى تبعد مسافة تُقدر بساعة و نصف تقريباً قطعاً بالسيارة … و على الفور انطلقوا إلى المستشفى الجامعي كما أمرهم الطبيب ..
وبحمد الله وصل العامل قسم الإستقبال بالجامعة ، و لكنه كان في حالة سيئة جداً ، ما بين الحياة و الموت، فقد سقطت جفونه على عينه ، لم يعد قادراً على فتحها تماماً ، بل و لم يعد قادراً على التحدث ، مع ظهور زُرقة بالشفتين ..
فتم تحويله على الفور إلى قسم السموم بالعناية المركزة ، لإجراء إنعاش للقلب و الرئة و إجراء فحوصات لمعرفة نوع السُم المستشري في دمائه كي يمكن علاجه ..
ظهرت نتيجة عينة الدم أخيراً .. إنه سُم ثعبان مميت ..
و ما إن تم تحديد نوع السُم إلا و قد تم إعطاء العامل المصل المضاد .. و في اليوم التالي – بحمد الله – التقطَ الفتى أنفاسه بشكل طبيعي و استرد كامل وعيه …
التعليقات مغلقة.