وليمة و جريمة …
بقلم د . صبحي زُردُق
قصة قصيرة واقعية
وليمة و جريمة / بقلم د . صبحي زُردُق
بإحدى القرى المصرية صديقان ، سعيد و جميل ، سعيد هو صديق جميل المفضل ، يسهران معاً يومياً يضحكان و يأكلان و يتبادلان تدخين الشيشة و أحاديث شتى ، لكن يبدو أن سعيد شخص غامض غير وفي ، خادع ماكر ، يُظهر غير الذي يبطن ، فقد انتوى أن يسرق صديقه جميل الموظف بجمعية زراعية و المسئول عن إحضار رواتب الموظفين بالجمعية نهاية كل شهر و التى تبلغ حوالي ٢٠ ألف جنيه إجمالياً .. يا له من صيدٍ ثمينٍ قد يُغير حياة سعيد تماماً ..
جاءت نهاية الشهر و أحضر جميل المبلغ الكبير ، علِم سعيد بذلك، فذهب إليه مسرعاً ليقضي معه سهرة الشيشة و الحُمص .. و ما كان ذلك في حقيقتِه إلا تجهيز لبداية خُطة محكمة قد وضعها سعيد للإستيلاء على الرواتب الشهرية …
و هو ما تم في تلك الليلة من خلال استدراج جميل إلى خارج منزله، حيث عرض سعيد على جميل تناول وليمة من الذرة المشوي على أعواد الصفصاف الجاف في أرض الذرة الموجودة بالجوار ، فوافق جميل و ذهب معه ليكملا سهرتهما ، فأكلا معاً الذرة المشوي حتى شبعا …
انتهت الوليمة .. و حان وقت الجريمة ..
ما إن شبع سعيد حتى قام ليقضي حاجته بالقرب من مكان الذرة المشوي ، ليسرع سعيد متسللاً من خلفه و بيده سكين ماضية ليذبحه بها ذبحاً ، فسقط جميل غارقاً في دماءه مقتولاً في الحال ، استولى سعيد على المال ، و لكن ماذا يفعل بالجثة ، فقد يُكشف أمره …؟؟
و لكي يخفي سعيد أثر السكين قام بما هو أبشع ، قام بجمع الحطب و تغطية جميل به ثم أضرم النار فيهما مستعيناً في ذلك بورق البلاستيك ليضمن استمرار الإشتعال إلى أن تُحرق الجثة … و كان له كل ما أراد ..
فهل سيترك الله عبده الذي نالت منه يد الغدر و الخيانة من أحب الأصدقاء ..؟؟
و لكي يُبعد سعيد شبهة القتل عنه اتجه صباحاً مسرعاً إلى مركز الشرطة يبكي و الدموع الكاذبة تملأ عينيه قائلاً : جميل حبيبي اتقتل ، جميل حبيبي اتقتل .. فكان كالذين جاءوا أباهم عشاءً يبكون ، و معهم على قميصه دم كذب .
على الفور انطلقت الشرطة معه إلى مسرح الجريمة، ، ثم قاموا بالتحقيق مع زوجة جميل الذي تم تشويهه بالنيران حرقاً ، قاموا بالسؤال عن آخر من جالسه من الناس ، و آخر من خرج معه ، فتعاظم الشك في سعيد على أنه القاتل الوحيد ، فقاموا بالقبض عليه فوراً ثم قاموا بترحيله إلى قسم الشرطة ، و مع الضغط عليه هناك اعترف بجريمته الشنعاء ، فقدموه للعدالة ، فتم الحُكم عليه بالإعدام شنقاً ..
كان يريد سعيد أن يعيش سعيداً بالمال الحرام ، لكن هيهات ، فقد حُرم سعيد من سعادة الدنيا و الآخرة .. فصدق الله إذ قال (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) النساء .
………………………
القصة حقيقية و لكن بأسماء مستعارة ..
التعليقات مغلقة.