موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

مدفأة الجدة .. قصة بقلم حيدر البسام

243

مدفأة الجدة .. قصة بقلم حيدر البسام

رجع يجر اذيال الخيبة ، خطوات ثقيلة وبطيئة كدبيب النمل ، عيون غائرة تترقرق خلالها الدموع ، رأسه منكس لا يجرؤ أن يرفعه .رمى بجسده المتعب فوق سريره كأنه قد سقط من علو شاهق ، أقتربت منه زوجته لتطمئن عليه .- لقد خسرت كل شيءٍ.- ماذا ؟!!- أضعت ثروتي ، سنكون بلا مأوى.- لقد عملت ما يدور برأسك ، انه عنادك . – تعلمين جيدًا ، هذا هو عملي .- نعم ، صحيح .. لكنك أدخلتنا بمغامراتك وسببت ضياعنا .نهض ليسند نفسه محاولًا الجلوس ، نزع سترته وربطة عنقه التي خيل له كأنها حبل مشنقة.أشعل سيجارة وجذبها بنفس عميق .- حبيبتي .. منذ طفولتي وانا عصامي ، بدأت من الصفر ، كونت ثروتي البسيطة مضاربًا في سوق العقار ، ولا أنسى وقوفكم معي فطالما تركتكم دون دار سكن .- وقد حذرتك كثيرأ ، لو تعرضت لخسارة فانك ستخسر كل شي ، وأهم شيء … إنه الوطن .جلست على الأرض والدموع تتساقط من عينيها ، حالة خوف من المجهول بدت على وجهها البريء ، لم تدرِ ماذا تفعل ، وما هو الحل .طرق الباب ..- انا المحامي ، جئت لتسوية الأمور بصورة ودية دون اللجوء الى المحاكم .- نعم .. نعم .. أفهم موقفك تفضل للداخل .جلس مرتبكًا وعيونه تترقب ما ستؤول إليه الأمور ، عكس المحامي الذي كان رصينًا او رباطة جأش ولباقة في الحديث .- لأخبرك أولًا .. جميع الدائنين متعاطفين معك ، ولا نية لهم بايذائك ، فقدك لعملك خسارة للجميع ، لكن المبلغ كبير ، كان الأجدر بك التأكد من الأوراق المزورة قبل بيع الأرض ، لقد خسرت مالك وثقة الجمهور بك .- صدقني ، لم اكن أعلم ، كنت حسن النية ، لكن الطمع أغراني وسرت مغمض العينين خلف غرائزي ، ولم أنو غش زبائني …قاطعه المحامي ناظرًا لساعة يده ، وبدت عليه حالة التذمر من ضياع الوقت بكلام لايوصف إلا ( بمضيعة للوقت ) .- على العموم .. سأقوم غدًا بإجراءات الحجز ، أرجو أخلاء الدار وتسليمها خلال شهر واحدٍ فقط . ودعه الى الباب الخارجي ، نظر لحديقة المنزل ، شجرة البرتقال التي أهداها خاله من ديالى ، الارجوحة الصغيرة التي رافقت بناته لغاية الجامعة !!كل شيء في البيت له بصمة لا تمحى من الذاكرة .- لقد سمعنا حديثك مع المحامي ، كيف سندبر أمورنا ؟- الله من يدبر الأمور .جلس على كرسيه الخشبي قرب مدفأة النفط لائذاً بآخر ذكرى من والدته ، جمع عائلته قربه ، أحس بالدفء والأمان الحقيقي لأول مرة ، هذا اللقاء كان محرومًا منه منذ زمن بعيد لانشغاله بالعمل وعجلة الحياة . – أبي !! أعلم أن هذه المدفأة لجدتي ، وبيتها مازال مغلقًا ، انه كبير ويسعنا.- نعم أحبتي.. بيت أهلي وذكريات طفولتي .. تناديني .

التعليقات مغلقة.